إلى جعلها حقيقة واقعة إلا بالبدء بما بدأ به رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، أعيد التنبيه إلى أنه لا أعني بهذا الكلام في بيان الأهم فالمهم وما دونه، هو أن يقتصر الدعاة فقط على الدعوة إلى هذه الكلمة الطيبة وفهم معناها؛ لأن الإسلام بعد أن أتم الله عز وجل علينا النعمة بإكماله لدينه، فلا بد لهؤلاء الدعاة أن يحملوه كلاً لا يتجزأ، وأنا حين أقول هذا أقول بعد ذاك البيان الذي خلاصته أنه يجب على الدعاة الإسلاميين حقاً أن يهتموا بالأهم مما جاء به الإسلام وهو تفهيم المسلمين العقيدة الصحيحة النابعة من الكلمة الطيبة: لا إله إلا الله، لكني أريد أن ألفت النظر إلى أن هذا لا يعني أن يفهم المسلم فقط أن لا إله إلا الله معناها: لا معبود بحق في الوجود إلا الله فقط، بل هذا يستلزم أن يفهم العبادات التي ينبغي أن يتعبد ربنا عز
وجل بها، ولا يوجه شيئاً منها لعبد من عباد الله تبارك وتعالى، هذا التفصيل لا بد أن يقترن بيانه أيضاً مع ذلك المعنى الموجز للكلمة الطيبة، يحسن أن نضرب مثلاً أو أكثر من مثل حسب ما يبدو لي وأنا أرتجل هذه الكلمة لبيان أن هذا البيان الإجمالي لا يكفي فأقول: إن كثيراً من المسلمين الموحدين حقاً والذين لا يوجهون عبادةً من العبادات إلى غير الله عز وجل ذهنهم خالي من كثير من العقائد والأفكار الصحيحة التي جاء ذكرها في الكتاب والسنة،