للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من زمان أليس كذلك؟

مداخلة: نعم.

الشيخ: طيب! «وتركتم الجهاد في سبيل الله» إذا شرطية في اللغة العربية إذا فعلتم كذا وكذا وكذا، ما هو الجواب: «سلط الله عليكم ذلاً» أي: اليهود «لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم» لذلك بارك الله فيك الهوينى الهوينى، لا تطلب مجاهدة اليهود:

وجاهد النفس والشيطان واعصهما ... وإن هما محضاك النصح فاتهم

نحن لازم الآن نتهم أنفسنا، نحن نعتقد أننا نحن ما سلط الله علينا اليهود الذين هم أذل الأمم بنص القرآن الكريم، وإذا نحن صرنا تحت أذل الأمم، ترى! هل ربنا ظلمنا؟ {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [النحل: ١١٨] ولذلك إذا كان الرسول عليه السلام يقول بلسان عربي مبين: إذا فعلتم كذا وكذا وكذا «سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم» نحن نريد أن نرفع هذا الذل الذي ران بنا وحل علينا، فما هو العلاج؟ مذكور في الحديث الرشدة واضحة وبينة، ولكن مثلنا نحن مثل المريض الذي يقف على يدي طبيب ... ويقدم له الرشدة واضحة، يأخذها ويضعها على الرف بدل ما يعالج نفسه ويعمل ويطبق هذه الرشدة، وإذا هو يزداد مرضاً على مرض حتى يأتيه الهلاك وهو عنده رشدة.

وهكذا نحن مثلنا اليوم، فالرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - بما جاءنا من الهدى والكتاب المبين المنير قد وصف لنا العلاج: أن هذا الذل إذا وقع فلا يمكن أن يرفع إلا أن ترجعوا إلى دينكم، فإذاً الوصفة موصوفة وما علينا إلا أن نطبقها .. تطبيقها الآن أقول بالتعبير السوري: تريد هز أكتاف .. تريد عمل، لا يكفي ..

<<  <  ج: ص:  >  >>