لكن مقابل هذا اشتراكا يلتقي مع هذه الانحراف الجلي الخطير هناك انحراف في جماهير المذاهب الإسلامية الموجودة اليوم ولكن أكثر الناس لا يعلمون أنهم يلتقون في عقيدة لهم مع هذا الانحراف الخطير ألا وهو قول من يسمون بالماتريدية والأشعرية، فضلاً عن المعتزلة القدامى والشيعة الموجودة اليوم، حيث إنهم يلتقون مع الشيعة القدامى فيما سأذكره من الانحراف في العقيدة وعلى وجه الأرض اليوم طائفة من الخوارج الذي أرادوا أن يتميزوا وأن يخرجوا أنفسهم من الانتماء إلى الخوارج ألا وهم الطائفة المعروفة بإلاباضية، كل هذه الجماعات وكل هذه المذاهب تلتقي مع الصوفية بالقول بوحدة الوجود، ولكن بعبارة براقة يظهرون التنزيه وهم في الحقيقة مُعَطِّلون منكرون لوجود الله تبارك وتعالى، أعني بهذا أن هؤلاء المسلمين ونسمع أثر عقيدتهم من مجالس عادية ألا وهو قولهم الله موجود في كل مكان، الله موجود في كل مكان، الله موجود في كل الوجود هذا معناه القول بوحدة الوجود؛ لأن العالم بكتاب الله وبحديث رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يعلم كما جاء في حديث عمران ابن الحصين في «صحيح البخاري»: «كان الله ولا شيء معه»، كان الله ولا شيء معه، إذا كان الله ولا خلق، ولا شيء، لا كرسي، لا أرض، لا شمس، لا قمر، ثم خلق السموات والأرض، فحينما يقول هؤلاء بأن الله في كل مكان فمعنى ذلك إما أن يعطلوا أن هناك خالقا وهناك مخلوقاً، فهذا هو التعطيل الذي كان يقع فيه المؤولة الذين يُؤَوِّلون آيات الصفات، وينكرون وجود الله تبارك وتعالى فوق المخلوقات كلها، فسماهم السلف المعطلة، أي أنهم يعطلون وجود الله حينما يقولون الله في كل مكان، فإما أن يقولوا بأنه لا خالق ولا مخلوق وإنما هو شيء واحد فيعود رأيهم إلى القول بوحدة الوجود، لكن ليس بصراحتهم المعهودة.
وإما أن يقولوا بضلالة النصارى وبأعم منها، حيث أن النصارى قالوا بالأقانيم الثلاثة الأب