سنمشي معه، ونقول له: الإسلام الذي وَصَلَنا الآن هل وَصَلَنا بمفهوم واحد أم بمفاهيم عديدة؟ فإن قال بمفهوم واحد تَبَيَّن أنه رجل جاهل وحينئذ علينا أن نأخذ الموضوع معه جذرياً.
أنت يا عايش الآن في هذا الزمان تعرف أنه في طرق صوفية مثلاً، فإن أنكر معناه أنه عايش في المريخ مش عايش في الأرض، فحينئذ يسقط الكلام معه حقيقة.
وإن اعترف، إن أعترف أنه في طرق كثيرة، سيأتي سؤال ثاني: هل تعتقد أنه بالإضافة إلى هذه الطرق التي بالخلاصة التي تقول الطرق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق، هل تعتقد بهذه الخرافة؟
ويوجد اليوم بين المسلمين من يقول بها، الطرق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق، هذا كفر بالله وبرسوله، كفر بكتاب الله وحديث رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم -، لماذا؟ آية واحدة تكفي لنبين أن من يقول هذه الكلمة ويعرف عاقبة أمرها بأنه كافر بالله، آية واحدة. قال تعالى:{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}[يوسف: ١٠٨].
هل قال الرسول، أو هل أمر الرسول بهذه الآية أن يقول: قل هذه سُبُلي، أم قال: قل هذه سبيلي؟ قال:{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي}[يوسف: ١٠٨] لفظ مفرد في اللغة العربية.
{أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ}[يوسف: ١٠٨] أي: إلى هذا السبيل واحد وإلا بعدد أنفاس الخلائق؟ واحد.
{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي}[يوسف: ١٠٨] فأنت الذي تقول بأن الطرق الموصلة إلى الله بعدد أنفاس الخلائق أنت ممن