فنحن إذا قلنا أن الإمام أبا حنيفة هو فقيه من الفقهاء الأربعة، ولكنه ليس محدثاً، لا نظلمه ولا نبخسه حقه، لأن هذا كان واقعه فانشغاله بالفقه والاستنباط وعدم تيسر وسائل التجوال والتطواف في البلاد جعله يعتمد على الاستنباط من الكتاب والسنة في حدود ما فتح الله تبارك وتعالى عليه.
ولا أريد أن ...
الجواب عن ما جاء في السؤال مما قد يطعن فيه بعض الناس اليوم، في أبي حنيفة اعتماداً على كثيرٍ، ولا أقول على بعض الأقوال التي جاءت في حق أبي حنيفة، وأنه لا يُعْتَمد عليه في الحديث هنا لا بد لنا من أن نقول كلمة حق أيضاً، هناك كثير من العلماء والفقهاء قد عرفوا بسبب انشغالهم بالفقه أنه ضعف في حافظتهم، وذاكرتهم، فلم يُعرفوا بإكثارهم في الحديث أولاً، ثم لم يعرفوا بضبطهم لما رووا من الحديث ثانياً، قد كان من هؤلاء محمد ابن عبد الرحمن ابن أبي ليلى وهو أحد الفقهاء السبعة، قد كان من هؤلاء أبي حنيفة الإمام الأول من الأئمة الأربعة، فإذا قلنا محمد ابن عبد الرحمن ابن أبي ليلى فقيه، لكنه ضعيف الحديث، لم يكن هذا طعناً فيه، وإنما كان وصفاً له، وبياناً لحاله في رواية الحديث، حتى نأخذ حديثه على حذر، ونعطيه المرتبه التي يستحقها، حينما وصفه علماء الحديث بضعف الحفظ والذاكرة، هذا مما يدل على أن الناس كل الناس إلا من عصم الله، هم ما بين إفراط وتفريط، أما العدل أما الوسط فهذا قلما نجده وهذا الذي ندعو الناس إليه، تجد المتعصبين لأبي حنيفة، لماذا لو أنهم اقتصروا في ذلك إلى دقة الفهم والاستنباط، كما جاء عن الإمام الشافعي رحمه الله أنه قال:«الناس عيال في الفقه على أبي حنيفة»، لو أن أتباعه المتعصبين له رفعوه إلى السماء فيما يتعلق بالفقه فقط، لوجدنا لهم عذراً