الذين يمشون على منهج أهل الحديث، لو رجعنا أدراجنا إلى العهد الأول، القرن الذي شهد له الرسول عليه السلام بأنه خير الناس الصحابة لا يشك ذو علم وبصيرة أنهم كانوا على هذا المنهج يعني: منهج الكتاب والسنة، ولكن هل هم كلهم كانوا عارفين بالكتاب والسنة؟ لا.
يذكر ابن القيم وغيره بأن العلماء من الصحابة الذين كانوا معروفين بالإفتاء للألوف المؤلفة من الصحابة هم بالكاد يبلغوا عددهم مائتين صحابي، بالكاد يبلغون هذا العدد يزيدون قليلاً أو ينقصون، والبقية يستنبطون ويعتمدون على هؤلاء.
إذاً التاريخ يعيد نفسه، فمن تبنى منهج أهل الحديث وأهل السنة فهومن الطائفة المنصورة، ولذلك حينما أنا أسأل في مناسبة حديث:«وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: هي الجماعة»، وفي رواية:«هي التي على ما أنا عليه وأصحابي».
الشيخ: يقولون: يتساءلون أو يسألون: هل الحزب الفلاني أو الجماعة الفلانية هي من الفرق اثنين وسبعين؟ أنا أقول: لا يجوز الإجابة؛ بأنها من الفرقة، من فرقة من اثنين وسبعين أو ليسوا كذلك؟ لماذا؟ لأنني أعلم بالتجربة أنه يوجد فيهم أفراد يتبنون منهج أهل الحديث والسنة، فعقيدتهم على عقيدة السلف، صلاتهم وصيامهم كذلك، كل ما في الأمر أنهم تحزبوا وهذا التحزب وتكتلوا هذا التكتل بدعوى أنهم لا يمكن إقامة الإسلام إلا بهذا التكتل، فإذاً هؤلاء متحزبون ولكنهم مع ذلك هم على منهج أهل السنة وهم من أهل الحديث.