للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ككل، واجب علم التفسير والحديث وإلى آخره، شخص واحد لا يستطيع.

على الضوء، هؤلاء الأفراد نقول نحن بالنسبة للجماعات وكل جماعة مؤلفة من الأفراد، فلا تستطيع جماعة على وجه الأرض أن تنهض بالإسلام ككلّ، أي: هذه الجماعة أن تكون عالمة بالكتاب والسنة أو على التفصيل السابق ولا نكرر، وإنما كل جماعة تأخذ جانباً من الإسلام.

لنضرب مثلاً: حزب وَلا حزب في الإسلام إلا حزب واحد كما قال تعالى: {فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} [المائدة: ٥٦].

في جماعات متعددة حتى لا يكونوا إلا حزباً واحداً ينبغي أن يكونوا داخلين في دائرة الإسلام قال الله، قال رسول الله. فمثلاً: بعض هذه الجماعات يغلب عليها التفقه في الدين يهتمون بمعرفة أحكام الإسلام في كل ما يتعلق بالعبادات فضلاً عن الاعتقادات، فهم يضربون في هذه الناحية لكن ما يستطيعون بطبيعة الحال أن يضربوا في ناحية أخرى، ما هي هذه الناحية الأخرى؟ بأن يتوجهوا إلى الناس لتعظيمهم وإرشادهم كما قيل آنفاً: الفضائل من الأمور، الأخلاق مكارم الأخلاق ونحو ذلك كجماعة، ككتلة، أما كأفراد يختلفون في ذلك، لكن هؤلاء أو هذه الجماعة الثانية أيضاً هم لا يستطيعون أن ينهضوا بما نهضت به الجماعة الأولى، وهكذا عدد ما شئت من الجماعات، فكل جماعة تنهض بما يجب على بعض المسلمين أن يقوموا به.

أضرب لكم مثلاً أخيراً: قديماً كنا نسمع أنه يوجد في مصر جماعة تسمى بجماعة الشبان المسلمين، وانبثق منها فيما جماعة الإخوان المسلمين.

جماعة الشبان هؤلاء لا يهتمون من الإسلام كجماعة لا أتكلم كأفراد، قد يكون هناك في الأفراد يهتمون بالناحية الأولى كما قلنا وهي ناحية العلم، وقد

<<  <  ج: ص:  >  >>