للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

روى بسنده عن علي بن المديني أنه قال: هم أهل الحديث والذين يتعاهدون مذاهب الرسول، ويذبون عن العلم لولاهم لم تجد عند المعتزلة والرافضة والجهمية وأهل الإرجاء والرأي شيئا من السنن: قال الخطيب: فقد جعل رب العالمين الطائفة المنصورة حُرَّاس الدين، وصرف عنهم كيد العاندين، لتمسكهم بالشرع المتين، واقتفائهم آثار الصحابة والتابعين، فشأنهم حفظ الآثار، وقطع المفاوز والقفار، وركوب البراري والبحار في اقتباس ما شرع الرسول المصطفى، لا يعرجون عنه إلى رأي ولا هوى.

قبلوا شريعته قولا وفعلا، وحرسوا سنته حفظا ونقلا، حتى ثَبَّتوا بذلك أصلها، وكانوا أحق بها وأهلها، وكم من ملحد يروم أن يخلط بالشريعة ما ليس منها، والله تعالى يذب بأصحاب الحديث عنها، فهم الحفاظ لأركانها، والقوامون بأمرها وشأنها، إذا صدف عن الدفاع عنها، فهم دونها يناضلون، أولئك حزب الله، ألا إن حزب الله هم المفلحون ".

ثم ساق الخطيب رحمه الله تعالى الأبواب التي تدل على شرف أصحاب الحديث وفضلهم لا بأس من ذكر بعضها، وإن طال المقال، لتتم الفائدة، لكني أقتصر على أهمها

وأمَسُّها بالموضوع:

١ - قوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: نضر الله امرءا سمع منا حديثا فبلغه.

٢ - وصية النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بإكرام أصحاب الحديث.

٣ - قول النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله.

٤ - كون أصحاب الحديث خلفاء الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - في التبليغ عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>