للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هي دعوة الحق بلا شك ولا ريب لكن يقولون: متى؟ ! هذا درب طويل، ومتى ستصلون للهدف المنشود، ولذلك فهم يستقربون الطرق، وأنا أقول: من معجزات الرسول عليه السلام .. لا أريد أن أقول الآن العلمية .. هي علمية لكن أريد أن أقول عبارة ربما نادرة جداً ما نستعملها .. من معجزات الرسول العلمية والفنية .. الفنية! عمركم سمعتم مثل هذا التعبير؟ ! لا، اسمعوا الآن: الرسول يقول في حديث يرويه إما عبد الله بن مسعود أو غيره من أصحاب الرسول يقول: «خط لنا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - خطاً مستقيماً ثم خط من حول الخط المستقيم خطوطاً قصيرة» هذا هو الفن .. هذا هو الرسم الحلال! ... تلا قوله تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام: ١٥٣] ثم قال عليه السلام مبيناً للآية: «هذا صراط الله» الخط المستقيم الطويل .. هذا صراط الله أي: هذا هو الطريق الوحيد الموصل إلى الجنة، وإذا أردنا نستعمل طريق صوفي الموصل إلى الله بحسب المضاف طبعاً إلى نعيم الله، هذا هو الخط المستقيم الموصل إلى الجنة، قال عليه السلام - وهذه طرق قصيرة حول الخط المستقيم - قال: «وعلى رأس كل طريق منها شيطان يدعو الناس إليه» هؤلاء الشياطين واقفون على رأس الخط القصير يقولون للسائرين في الخط المستقيم: إلى أين هذه شغلة طويلة انظروا هذا الطريق .. هذا يوصلكم إلى الهدف، أقرب طريق وأهون سبيل، قال عليه السلام: هذه طرق الشيطان.

أنا أجد هذه الطرق هي التي تخالف طريق السلف الصالح، فعد ما شئت من أحزاب ومن جماعات ما دام أنها لا تتبنى التصفية والتربية فلن تصل أبداً؛ لأنها خرجت عن الخط المستقيم، وكلما سار في الخط القصير كلما ابتعد عن الصراط المستقيم، هذا مثل ضربه لنا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لنكون على بينة.

(الهدى والنور / ٧٩٧/ ٠٧: ٤٥: ٠٠)

<<  <  ج: ص:  >  >>