وجود لشخص يبايع اليوم؛ لأن البيعة إنما تكون لخليفة المسلمين، ولكن {كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ}[التوبة: ١١٩]، هنا جماعة وهنا جماعة وهنا جماعة، في هذا البلد، في البلد المجاور في البلدة البعيدة عنك، جماعات تحسبهم على الكتاب والسنة وأعمالهم على الكتاب والسنة، وأخلاقهم كذلك، فهؤلاء يجب أن تكون معهم؛ لأنهم هم الجماعة وهم المقصودون أخيراً بقوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح بل المتواتر عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «لا تزال طائفة من أمتي
ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى تقوم الساعة» أو «حتى يأتي أمر الله».
إذاً عليك بالجماعة التي هي على الكتاب والسنة وإياك أن تشذ عنها كما جاء في الحديث الصحيح:«فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية»، ولا ينبغي أن يكون الشاب المسلم مغفلاً، ابتلي بأن يعيش مع جماعة دهراً طويلاً ثم لا يزداد علماً ولا يزداد فقهاً ولا يزداد عبادة ولا إحسان سلوك فمعناه أنه يعيش في خسران مبين.
لهذا على المسلم أن يختار من صدق هذا المعنى الذي سمعتموه في حديث الفرقة الناجية، أن يكون مع الجماعة بالمفهوم المفسر في الرواية الأخرى التي تكون على ما كان عليه الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - وأصحابه.
ولا يخفى على أي إنسان أن هذه الجماعة لا يمكن أن يكونوا كذلك إلا بالعلم، والعلم هو الكتاب والسنة، فمن كان لا علم عنده بالسنة فلا علم عنده بالكتاب؛ لأن القرآن والسنة أمران لا يجوز التفريق بينهما كما جاء في الحديث الصحيح:«تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض».