وتطبيقاً، فكل ما فيه لا يناقض العقل ولا يستحيل تطبيقه ولكنه يتأتي وفق القاعدة التي تلخصها الآية:{اتقوا الله ما استطعتم} ... فالأصل إذاً العمل بالشريعة وتطبيقها كاملة قدر المستطاع .. وهذا ما نص عليه حديث رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «ما أمرتكم من شيء فأتوا منه ما استطعتم وما نهيتكم عنه فاجتنبوه».
فإن قال قائل: إن ظروف الإنسان وأحواله قد تحول دون التطبيق الكامل ... فنقول: نعم هذا وارد، ولكن على الإنسان أن يطبق ما يمكن تطبيقه، وما يستطيع وفق أحواله وظروفه ... ولكن أن يتدرج ويختار ما يريد، ويهمل ما يمكن باسم التدرج أو لأسباب أخرى .. فهذا هو المرفوض ...
المطلوب تطبيق ما يستطاع تطبيقه وإهمال فكرة التدرج.
-فضيلة الشيخ: هل ينطبق هذا أيضاً على دعوة الأفراد؛ بمعنى أن شخصاً أمضى شهراً وهو يصلي ... أأدعوه مباشرة إلى إطلاق لحيته وتقصير إزاره؟
الجواب: لا تقدم العقيدة إلا كاملة. ولكن يحسن التفريق بين الفكرة في العقيدة وتطبيق هذا الفكر ... فالتطبيق يجب أن يكون على حسب الإمكان والمستطاع لا على حسب الاختيار والأنسب ... أما مثل هذا الإنسان الذي بدأ بالصلاة أول أمره فيؤمر بالتزام العقيدة أولاً، ثم يستحسن التعامل معه على مثل قوله تعالى:{ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة}.
فلابد من إبلاغ مثل هذا الإنسان بما يجب أن يكون عليه المسلم الصحيح من التزام اللحية وإعفائها ولكن دون ضغط عليه أو وعيد أو إلحاح في التنبيه وإلا كان المبلغ الداعية من المنفرين ... ولأن الإنسان بطبيعته لا يستطيع أن ينقلب من وضع سيء كان عليه إلى وضع ممتاز وُجِّه إليه بخطوة واحدة سريعة ...
ولابد من مراعاة وضع الشخص أو الجماعة ممن يبدأ بتطبيق الشريعة