لذلك نحن نرجو من إخواننا المسلمين في كل قطر ومصر أن يتئدوا وأن يتريثوا في دعوتهم، وأن يعنوا بتفهيمها للناس عامة الناس، وليس فقط استصفاء بعض الأفراد، هذا لا يكفي لابد من إشاعة الدعوة بين عامة الناس بحيث تصبح أنها هي الحاكمة، وهي الغالبة وهي المسيطرة وهي الموجهة لهؤلاء الأفراد، ونحن نرى أن الدعوة حقاً أصبحت ظاهرة بعض الشيء، وتختلف عما كانت عليه من قبل، ولكنها ظاهرة.
لما تدخل إلى بيوت المسلمين، لما تدخل إلى قلوب المدعوين، بحيث نعود إلى الحديث السابق:«ألا وإن في الجسد مضغة ... » إلى آخره.
بحيث يظهر صلاح هذا الإيمان الذي دخل في القلوب على الجوارح في البيوت في النساء، في الأولاد هذه الظاهرة نادرة جداً، ولذلك فلا يكفي أن نرى هذه النُّدْرة منتشرة بين بعض الأفراد أما المجتمع الذي نعيش فيه، فلا يزال يعيش في جاهليته الأولى، لا ينبغي أن نستعجل الأمر يجب أن نظل دعاة إلى تفهيم الناس حقيقة الشهادتين، وإلى تربيتهم على العمل بهما، أما مجرد الكلام أولاً.
(انقطاع) صحيح ثانياً، فهذا كله لا يكفي، فلابد من قرن العمل مع القول والشهادة، لهذا قلنا أكثر من مرة، ونذكِّر ولا نطيل الكلام: إن الدعوة السلفية تنحصر في نقطتين أساسيتين هامتين عظيمتين جداً، وعدم انتباه كثير من الجماعات لهما: يعيشون هكذا لا هم عزوا في حياتهم الدنيا، ولا هم هيؤوا لأنفسهم ليكونوا سعداء في الآخرة، ما هما هاتان الكلمتان؟ التصفية والتربية، لابد من التصفية والتربية.
كثير من الناس بل ومن الجماعات يدعون إلى الإسلام لكنه إسلام غير مصفى، إسلام ورثناه على ما وجدناه في بطون الكتب، في هذه الكتب ما يصح