قوله: استعديت عثمان بن عفان، أي استعنت به على إحضار خصمي فأعانني.
دل الحديث على جواز الأعداء بمجرد الدعوى.
وقوله: أخذت بتلابيبه، كان ذلك عادة العرب، وكانوا لا يعيبون ذلك، ولا يعبرون بذلك، وقد فعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذلك [بغيره]، وغيره فعل به.
[٤٦٨] ذكر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن رجلًا من أراض، قدم مكة بابل، فباعها من أبي جهل بن هشام، فمطله، فقام في المسجد، فقال: يا معشر قريش: أتى رجل غريب ابن سبيل، وإني بعت إبلًا من أبي جهل فمطلني، وظلمني، فمن رجل يعديني عليه، ويأخذ لي بحقي؟ ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- جالس في المسجد، قال: فقالوا: ذلك الرجل يعديك عليه.
قال: فانطلق إليه، فذكر له ذلك، فقام معه، وبعثت قريش في أثرهما رجلًا، وإنما فعلوا ذلك استهزاء، لما قد علموا ما بين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبين أبي جهل من العداوة.