• ويكون قد صح في هذا الحديث إسنادان:
أحدهما: موقوف على ابن عباس بإسناد صحيح.
والثاني: مرسل بإسناد صحيح.
لذا لما سئل أبو حاتم عن حديث مقسم، عن ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: في الَّذي يأتي امرأته وهي حائض؟
قال: "اختلفت الرواية، فمنهم من يروي عن مقسم، عن ابن عباس: موقوف.
ومنهم من يروي عن مقسم، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا، [العلل (١/ ٥٠ - ٥١/ ٢١)].
• وحديث علي بن بذيمة له إسناد آخر لا يصح:
رواه الوليد بن مسلم واختلف عليه:
١ - فرواه موسى بن أيوب [هو: ابن عيسى النصيبي أبو عمران الأنطاكي: صدوق]، عن الوليد بن مسلم، عن ابن جابر، عن علي بن بذيمة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أن رجلًا أخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنَّه أصاب امرأته وهي حائض، فأمره أن يعتق نسمة.
أخرجه النسائي (٨/ ٢٣٣/ ٩٠٦٧).
وابن جابر: هو عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الأزدي، أبو عتبة الشامي الداراني: ثقة، من السابعة.
٢ - وخالفه: محمود بن خالد السلمي الدمشقي [ثقة]، وأسد بن موسى [صدوق، يغرب]، وصفوان بن صالح الدمشقي [ثقة]، ودحيم عبد الرحمن بن إبراهيم بن عمرو الدمشقي [ثقة حافظ متقن]، وهشام بن عمار [صدوق]:
رواه خمستهم: عن الوليد بن مسلم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن تميم السلمي، قال: حدثنا علي بن بذيمة: أنَّه سمع سعيد بن جبير، يقول: سمعت ابن عباس يقول: قال رجل: يا رسول الله! إني أصبت امرأتي وهي حائض؟ فأمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يعتق نسمة.
قال ابن عباس: وقيمة النسمة يومئذ: دينار.
أخرجه النسائي في الكبرى (٨/ ٢٣٣/ ٩٦٨)، والطحاوي في المشكل (٣/ ٦٣٦/ ٢٢٣٦ - ترتيبه)، وابن حبان في المجروحين (٢/ ١٥٥)، والطبراني في الكبير (١١/ ٣٥١/ ١٢٢٥٦)، والجوزقاني في الأباطيل (١/ ٥٧٤/ ٣٧٦)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٤١/ ٢٧٤)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (١/ ٣٨٤ - ٣٨٥/ ٦٤٤).
هذا هو الصواب: ابن تميم السلمي، وليس بابن جابر الأزدي.
والحديث ضعفه الطحاوي بابن تميم هذا، وكذا ابن حبان؛ حيث أورده في ترجمته، وكذا ابن الجوزي.
وقال الجوزقاني: "هذا حديث منكر، تفرد به عن علي: عبد الرحمن بن يزيد بن تميم".