للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال البيهقي: "عطاء: هو ابن عجلان: ضعيف متروك، وقد قيل: عنه عن عطاء، وعكرمة، عن ابن عباس، وليس بشيء - وروي عن عطاء وعكرمة أنهما قالا: لا شيء عليه، يستغفر الله - صلى الله عليه وسلم -.

ووهم الطحاوي فادعى أن عطاء هذا هو عطاء البزاز، والد يزيد بن عطاء، وليس بشيء [انظر: التاريخ الكبير (٦/ ٤٦٧)، الجرح والتعديل (٦/ ٣٣٩)].

وهذا حديث باطل منكر؛ عطاء بن عجلان الحنفي، أبو محمد البصري العطار: متروك، منكر الحديث؛ كذبه ابن معين وعمرو بن علي الفلاس والجوزجاني، وكان يتلقن كلما لقن.

الثاني: أبو الجواب: ثنا سفيان الثوري، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس: في الَّذي يأتي امرأته وهي حائض، قال: "إن أتاها في الدم تصدق بدينار، وإن أتاها في غير الدم تصدق بنصف دينار".

أخرجه البيهقي (١/ ٣١٩).

ثم قال: "وروى عبد الرزاق، عن ابن جريج، عن عطاء قال: ليس عليه إلا أن يستغفر الله تعالى، والمشهور عن ابن جريج، عن عبد الكريم أبي أمية، عن مقسم، عن ابن عباس، كما تقدم، والله أعلم".

وقال قبلها: "وقد قيل: عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس: موقوفًا، وإن كان محفوظًا فهو من قول ابن عباس يصح".

وتعقبه ابن دقيق العيد في الإمام (٣/ ٢٥٥)، فقال: "قول البيهقي - رحمه الله تعالى -: "إن كان محفوظًا" تمريض عجيب، فإن رواته عن آخرهم ثقات عندهم.

وأبو الجواب الأحوص بن جواب: ضبي كوفي، قال أبو عمر: "هو عندهم ثقة، قاله ابن معين وغيره"، وقوله: "عن عبد الرزاق عن ابن جريج عن عطاء قال: "ليس عليه إلا أن يستغفر الله - عَزَّ وَجَلَّ -، لعله يشير به إلى الاستضعاف، لمخالفة الراوي، وذلك مفتقر إلى تصحيح الرواية عن عبد الرزاق، وبعد صحته، فقد عرف ما في مخالفة الراوي لروايته، وقوله: "والمشهور ... " إلى آخره، كأنه يقصد به أيضًا الاستضعاف، وليس تتعارض هذه الرواية مع هذه" انتهى كلام ابن دقيق العيد.

وانظر: الجوهر النقي (١/ ٣١٩)، وشرح سنن ابن ماجة لمغلطاي (٣/ ٩١٤).

• قلت: ما قاله البيهقي هو الصواب، فإن رواية: الفريابي، عن الثوري، عن ابن جريج، عن عبد الكريم، عن رجل، عن ابن عباس [تقدمت تحت الحديث السابق برقم (٢٦٥)]: أولى من رواية الأحوص بن جواب عن الثوري:

فإن محمد بن يوسف الفريابي: ثقة، تكلموا في بعض حديثه عن الثوري، ومع ذلك فهو مقدم عندهم في الثوري على غيره، مثل: قبيصة، وعبد الرزاق، وأبي حذيفة، وغيرهم، وهو ممن صحب الثوري، وأكثر عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>