قلت: هو حديث ضعيف.
عمة عمارة بن غراب: مجهولة لا تعرف، قال العلامة الألباني في ضعيف أبي داود (٩/ ١١٤): "وعمة ابن غراب لم أعرفها، - ولم يوردها الحافظ في فصل المبهمات من النسوة على ترتيب من روى عنهن رجالًا ونساءً - فهي مجهولة".
وعمارة بن غراب: قال أحمد: "ليس بشيء"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: "يعتبر حديثه من غير رواية الإفريقي عنه" [التهذيب (٣/ ٢١٢)، الميزان (٣/ ١٧٨)].
وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي: ضعيف.
• وأما ما روي في الاستدفاء بالجنب فهو ضعيف أيضًا:
فقد روى حريث بن أبي مطر، عن عامر الشعبي، عن مسروق، عن عائشة، قالت: ربما اغتسل النبي - صلى الله عليه وسلم - من الجنابة ثم جاء فاستدفأ بي، فضممته إليَّ ولم أغتسل.
أخرجه الترمذي (١٢٣)، وأبو علي الطوسي في مستخرجه عليه "مختصر الأحكام" (١٠٢ و ١٠٣)، وابن ماجة (٥٨٠)، والحاكم (١/ ١٥٤)، وإسحاق (٣/ ٧٩٨/ ١٤٣١ و ١٤٣٢)، وأبو يعلى (٨/ ٤٨٤٦/ ٢٦٥)، وابن عدي في الكامل (٢/ ٢٠٠)، وأبو الشيخ في طبقات المحدثين (٢/ ٣٣٦)، والدارقطني (١/ ١٤٣)، والبيهقي (١/ ١٨٧).
قال الترمذي: "هذا حديث ليس بإسناده بأس".
وقال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم".
وتعقبه الحافظ ابن حجر في الإتحاف (١٧/ ٥٣٢) فقال: "حديث ضعيف، لم يخرجه مسلم أصلًا ولا شاهدًا، نعم استشهد به البخاري في موضع تعليقًا"، وهو كما قال.
والحديث منكر؛ فقد قال عمرو بن علي الفلاس في حريث هذا: "ضعيف الحديث، روى حديثين منكرين؛ أحدهما: عن الشعبي عن مسروق عن عائشة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يغتسل من الجنابة ثم يضاجعها قبل أن تغتسل" [الكامل (٢/ ٢٠٠)].
وقال البيهقي: "تفرد به حريث بن أبي مطر، وفيه نظر، وروي من وجه آخر ضعيف عن علقمة عن عائشة مختصرًا" [وانظر: مختصر الخلافيات (١/ ٢٦٦)].
قال الترمذي: "وهو قول غير واحد من أهل العلم من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - والتابعين: أن الرجل إذا اغتسل فلا بأس بأن يستدفيء بامرأته وينام معها قبل أن تغتسل المرأة، وبه يقول: سفيان الثوري، والشافعي، وأحمد وإسحاق".
***
٢٧١ - قال أبو داود: حدثنا سعيد بن عبد الجبار: حدثنا عبد العزيز - يعني: ابن محمد -، عن أبي اليمان، عن أم ذرة، عن عائشة، أنها قالت: كنت