للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إذا حضت نزلت عن المثال على الحصير، فلم نقرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم نَدْنُ منه حتى نطهر.

• حديث منكر.

قال ابن حزم في المحلى (٢/ ١٧٧): "أما هذا الخبر فإنه من طريق أبي اليمان كثير بن اليمان الرحال: وليس بالمشهور، عن أم ذرة: وهي مجهولة، فسقط".

• قلت: هو خبر منكر:

فقد اتفق الشيخان على إخراج حديث: منصور، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، قالت: وكان يأمرني فأتزر، فيباشرني وأنا حائض [تقدم برقم (٢٦٨)].

واتفقا على إخراج حديث: الشيباني، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن عائشة، قالت: كانت إحدانا إذا كانت حائضًا، فأراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يباشرها؛ أمرها أن تتزر في فور حيضتها ثم يباشرها [ويأتي برقم (٢٧٣)].

واتفقا على إخراج حديث الشيباني، عن عبد الله بن شداد، قال: سمعت ميمونة تقول: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد أن يباشر امرأة من نسائه أمرها فاتزرت وهي حائض [تقدم تحت الحديث رقم (٢٦٧)].

وله طريقان آخران أحدهما في مسلم: عن مخرمة بن بكير، عن أبيه، عن غريب مولى ابن عباس، قال: سمعت ميمونة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يضطجع معي وأنا حائض، وبيني وبينه ثوب [تقدم تحت الحديث رقم (٢٦٧)].

واتفقا على إخراج حديث أبي سلمة: أن زينب بنت أم سلمة حدثته: أن أم سلمة حدثتها: قالت: بينما أنا مضطجعة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الخميلة، إذ حضت فانسللت، فأخذت ثياب حيضتي، فقال في رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أنفست؟ " قلت: نعم، فدعاني فاضجعت معه في الخميلة [تقدم تحت الحديث رقم (٧٧)].

وغير ذلك من الأحاديث الكثيرة الدالة على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يعتزل نساءه وهن حيض، وإنما يضطجع معهن في لحاف واحد، ويباشرهن إذا كن متزرات.

فجاء حديث أبي اليمان، عن أم ذرة، عن عائشة، بخلاف ما جاء به الأسود، عن عائشة، وأين أم ذرة، من الأسود في عائشة، وصحبتها، وكثرة الرواية عنها.

ثم بخلاف ما روت ميمونة، وأم سلمة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحاله معهن في حال الحيض.

• فهو حديث منكر، لمخالفته للأحاديث الصحيحة الكثيرة.

ثم إن أم ذرة راويته، عن عائشة: لم يُذكر من الرواة عنها سوى ثلاثة، وذكرها ابن حبان في الثقات، وقال العجلي: "تابعية، مدنية، ثقة"، وهما معروفان بتساهلهما في توثيق المجاهيل من التابعين [التهذيب (٤/ ٦٩٦)] فكيف تعارض روايتها برواية الأسود بن يزيد النخعي صاحب عائشة المكثر عنها، وهو ثقة جليل فقيه مخضرم.

<<  <  ج: ص:  >  >>