٣ - ورواه خالد الحذاء، عن عكرمة، عن أم سلمة: أنها كانت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في لحاف فأصابها الحيض، فقال: "قومي فاتزري، ثم عودي".
أخرجه أحمد (٦/ ٣٢٣)، والبيهقي (١/ ٣١١)، والطبراني في الكبير (٢٣/ ٢٨٢/ ٦١٥).
من طريق يزيد بن زريع [ثقة ثبت]، عن خالد به.
٤ - ورواه الوليد بن مسلم [ثقة ثبت، من أثبت أصحاب الأوزاعي]، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يباشر أم سلمة، وعلى قُبُلها ثوب -يعني: وهي حائض-، وهو صائم.
أخرجه ابن أبي حاتم في العلل (١/ ٢٤٥/ ٧١٩) (٣/ ٩٤/ ٧١٩ - ط سعد الحميد)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٢٩/ ٧٨).
قال أبو حاتم: "حدثنا صفوان، قال: حدثني الوليد مرة فوصله، ومرة حدثنا به فأرسله"، ثم قال: "الناس يروونه عن عكرمة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلًا، والمرسل: أصح".
خالف الوليد: بشر بن بكر [التنيسي: ثقة، من أصحاب الأوزاعي]، فرواه عن الأوزاعي، قال: حدثني يحيى -وهو ابن أبي كثير-، قال: حدثني عكرمة، عن أم سلمة: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يباشر وهو صائم، وعلى قبلها ثوب.
أخرجه أبو علي الطوسي في مختصر الأحكام (٣/ ٣٧٥/ ٦٧٥).
٥ - ورواه أيوب السختياني، وخالد الحذاء [وهو محفوظ عنهما]، عن عكرمة، عن أم سلمة، قالت في مضاجعة الحائض: لا بأس بذلك إذا كان على فرجها خرقة. موقوف.
أخرجه ابن أبي شيبة (٣/ ٥٣١/ ١٦٨١٧)، وابن جرير الطبري في تفسيره (٢/ ٣٨٣)، وابن المنذر (٢/ ٢٠٧/ ٧٩٢).
• قلت: بمجموع هذه الروايات يُعلم أن زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - التي أبهمت في الرواية الأُولى إنما هي أم سلمة - رضي الله عنها -.
ولا يعرف لعكرمة سماع من أم سلمة، وهو داخل في عموم قول علي بن المديني: "لا أعلمه سمع من أحد من أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -"، فإن كنا قد استثنينا من هذا العموم سماعه من عائشة، لثبوت سماعه منها، فلا دليل لإخراج أم سلمة من هذا العموم [انظر: المراسيل (٢٩٧)، جامع التحصيل (٥٣٢)، تحفة التحصيل (٢٣٢)، التاريخ الكبير (٧/ ٤٩)، الجرح والتعديل (٧/ ٧)].
فيبقى على الإرسال والانقطاع حتَّى يثبت سماعه منها، وقد رجح الدارقطني في العلل (١٥/ ٢٢٧/ ٣٩٧١) قول من أرسله، مثل أبي حاتم، وهو المحفوظ: مرسل.
هذا من جهة الإسناد، وأما من جهة المتن فالذي يظهر لي - والله أعلم - أن هذا الحديث مختصر من حديث: أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن زينب بنت أم سلمة: أن أم سلمة حدثتها قالت: بينما أنا مضطجعة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الخميلة إذ حضت،