للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فأصاب الحجاج في إسناده حيث وافق الحفاظ، ووهم في المتن، ويبدو في أنَّه دخل له حديث في حديث، والله أعلم.

هكذا أخرجه الطبراني في الكبير (٥٧٧) الجزء (٢٣) من طريق يحيى بن عبد الحميد الحماني: ثنا أبو خالد الأحمر، عن الحجاج به.

ثم وجدت أبا علي الطوسي قد أخرجه في مستخرجه على الترمذي "مختصر الأحكام" (١٠٦)، من طريق يزيد بن هارون، قال: ثنا الحجاج بن أرطاة، عن نافع، عن سليمان بن يسار، أن امرأة أتت أم سلمة تسأل لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن المستحاضة؟ قال: "تدع الصلاة أيام أقرائها، ثم تغنسل وتتؤضأ وتستثفر لكل صلاة وتصلي إلى مثل ذلك".

فأبهم في هذه الرواية اسم المستحاضة وهو الصواب، فإن يزيد بن هارون: ثقة متقن، وأبا خالد الأحمر، سليمان بن حيان: صدوق يخطئ، والراوي عنه: يحيى بن عبد الحميد الحماني: حافظ إلا أنهم اتهموه بسرقة الحديث.

ووهم في هذه الرواية: الحجاج أيضًا: بذكر "أقرائها"، والوضوء لكل صلاة،

• فهؤلاء خمسة تتابعوا على هذا الإسناد.

وخالفهم فزاد رجلًا مبهمًا في الإسناد بين سليمان بن يسار وبين أم سلمة؛ ممن رواه عن نافع:

١ - الليث بن سعد [المصري: ثقة ثبت فقيه، إمام مشهور]، تقدم حديثه برقم (٢٧٥).

٢ - صخر بن جويرية [ثقة]، تقدم حديثه برقم (٢٧٧).

٣ - جويرية بن أسماء [بصري، صدوق]، عن نافع: أنَّه أخبره سليمان بن يسار: أن رجلًا أخبره، عن أم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -، أن امرأة كانت تهراق الدم على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاستفتت لها أم سلمة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لتنتظر عدد الأيام النبي كانت تحيضهن قبل أن يكون بها الذي كان، وقدرهن من الأشهر، فتترك الصلاة قدر ذلك، فإذا خلفت ذلك، وحضرت الصلاة فلتغتسل، ولتستثفر بثوب، وتصلي".

أخرجه أبو يعلى (١٢/ ٣١٨ - ٣١٩/ ٦٨٩٤)، والبيهقي (١/ ٣٣٤).

٤ - يحيى بن سعيد الأنصاري المدني [ثقة ثبت]، قال: أخبرني نافع: أن سليمان بن يسار أخبره، عن رجل أخبره، عن أم سلمة، بمثل حديث مالك.

أخرجه الطحاوي في المشكل (١/ ٣٤٨/ ٣٢٦ - ترتيبه).

٥ - إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة [مدني، ثقة]، عن نافع، عن سليمان بن يسار: أن رجلًا أخبره، عن أم سلمة، بنحو حديث مالك.

أخرجه البيهقي (١/ ٣٢٣)، بإسناد صحيح إليه.

وهؤلاء خمسة من الثقات زادوا رجلًا مبهمًا في الإسناد يصعب القول بتخطئتهم، لا سيما وفيهم: الليث بن سعد، ويحيى بن سعيد الأنصاري المدني القاضي، وكان من جلة أهل المدينة وعلمائها، وهو ثقة ثبت حجة.

<<  <  ج: ص:  >  >>