وهؤلاء الخمسة وإن كانوا في نافع دون مالك وعبيد الله العمري، وهم جميعًا معدودون في طبقات أصحاب نافع الثقات على اختلاف بين ابن المديني والنسائي في ترتيب طبقتهم [انظر: شرح علل الترمذي (٢/ ٦١٥)]؛ فإن اجتماعهم يدل على أن هذا الإسناد: محفوظ عن نافع، وأن نافعًا قد حدث به على الوجهين، كما أخذه من سليمان بن يسار.
• وعليه فيقال: إن سليمان بن يسار أخذه أولًا عن رجل عن أم سلمة، ثم لقي أم سلمة بعدُ فأخذه منها مباشرة.
ثم كان بعد ذلك يحدث به على الوجهين، فأخذه نافع منه هكذا على الوجهين؛ وحدث به مرة هكذا ومرة هكذا، والله أعلم.
ومما يؤكد ذلك أن الرجل المبهم زاد في حديثه: "فإذا حضرت الصلاة".
وسليمان بن يسار قد لقي أم سلمة وسمع منها؛ ففي صحيح مسلم (١١٠٩/ ٨٠): عن سليمان بن يسار أنَّه سال أم سلمة عن الرجل يصبح جنبًا، أيصوم؟ قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصبح جنبًا من غير احتلام، ثم يصوم.
وقال العلائي في جامع التحصيل (٢٦٣): "سليمان بن يسار: أحد كبار التابعين، سمع من جماعة من الصحابة، منهم: زيد بن ثابت، وعائشة، وأبو هريرة، وميمونة مولاته، وأم سلمة، وابن عباس، والمقداد بن الأسود، ورافع بن خديج، وجابر - رضي الله عنهم - . . . ".
وقد نوقش في بعض ذلك، لكن لم أر من تعقبه في إثبات سماعه من أم سلمة، وقد قدمنا الدليل على صحته من صحيح مسلم [وانظر: تحفة التحصيل (١٣٨)].
• وبناء على هذا: فإن حديث مالك ومن تابعه: حديث صحيح ثابت، والله أعلم.
وقد احتج به جماعة من الأئمة مثل مالك والشافعي وأحمد كما سيأتي بيانه.
***
٢٧٨ - . . . أيوب، عن سليمان بن يسار، عن أم سلمة، بهذه القصة، قال فيه: "تدع الصلاة، وتغتسل فيما سوى ذلك، وتستثفر [وفي رواية: وتستذفر] بثوب، وتصلي".
قال أبو داود: سمى المرأة التي كانت استحيضت: حماد بن زيد عن أيوب في هذا الحديث، قال: فاطمة بنت أبي حبيش.
• شاذ.
أخرجه أحمد (٦/ ٣٢٢)، والحميدي (١/ ٣١٠/ ٣٠٤)، والطحاوي في المشكل (١/ ٣٤٧/ ٣٢٤ - ترتيبه)، والطبراني في الكبير (٢٣/ ٢٧٠ و ٣٨٥/ ٥٧٥ و ٩١٩)، والدارقطني (١/ ٢٠٧ و ٢٠٨)، والبيهقي (١/ ٣٣٤) و (٧/ ٤١٦)، وابن عبد البر في التمهيد (٦/ ٢٩ و ٣٠)، وفي الاستذكار (١/ ٣٤٦).