قدر تلك الأيام والليالي التي كنت تحيضين فيها، ثم اغتسلي واستثفري، وصلي".
واللفظ لأبي أسامة عند النسائي (١/ ١٨٢/ ٣٥٤)، وانظر تخريجه هناك.
وبهذا يظهر أن أبا أسامة كان يروي الحديثين، حديث: هشام عن عروة عن عائشة، وحديث: عبيد الله عن نافع عن سليمان بن يسار عن أم سلمة، يرويهما بلفظ واحد، وهو لفظ حديث أم سلمة، فحمل حديث هشام على حديث عبيد الله، وركب متن حديث أم سلمة على إسناد حديث عائشة، والله أعلم.
٤ - وخالفهم، فرواه بنحو رواية أبي أسامة، واختلف عليه في إسناده: أبو حمزة السكري، محمد بن ميمون المروزي:
أ - رواه عبد الله بن عثمان بن جبلة [الملقب: عبدان: ثقة حافظ]، قال: ثنا أبو حمزة، قال: سمعت هشامًا يحدث عن أبيه: أن فاطمة بنت أبي حبيش، قالت: يا رسول الله إني أستحاض فلا أطهر؟ ... الحديث، وقال فيه: "فاغتسلي عند طهرك، وتوضئي لكل صلاة".
أخرجه البيهقي (١/ ٣٤٤).
هكذا مرسلًا، ولم يذكر عائشة في الإسناد.
ب - وخالفه علي بن الحسن بن شقيق [المروزي: ثقة حافظ]، قال: أخبرنا أبو حمزة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أن فاطمة بنت أبي حبيش أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله إني أستحاض الشهر والشهرين؟ قال: [ليس ذلك بحيض، ولكنه عرق، فإذا أقبل الحيض فدعي الصلاة عدد أيامك التي كنت تحيضين فيه، فإذا أدبرت فاغتسلي، وتوضئي لكل صلاة".
أخرجه ابن حبان (٤/ ١٨٨/ ١٣٥٤).
هكذا موصولًا بذكر عائشة في الإسناد، وهو الصواب من وجهين:
الأول: أنَّه موافق لرواية الجماعة عن هشام
والثاني: أن محمد بن ميمون أبا حمزة السكري قال عنه أحمد في رواية ابن هانئ: "كان قد ذهب بصره، وكان ابن شقيق قد كتب عنه وهو بصير، قال: وابن شقيق أصح حديثًا ممن كتب عنه من غيره" [شرح علل الترمذي (٢/ ٧٥٤)].
وعلى هذا فأبو حمزة السكري موافق للجماعة في إسناد الحديث، لكنه خالفهم في متنه فزاد فيه زيادتين:
الأُولى: "عدد أيامك التي كنت تحيضين فيه"، وهذا إنما يعرف من حديث أم سلمة، لا من حديث عائشة، فدخل له حديث في حديث.
الثانية: "وتوضئي لكل صلاة"، وهذا إنما هو من قول عروة بن الزبير، فأدرجه أبو حمزة في المرفوع.
قال ابن المبارك: "السكري وابن طهمان: صحيحا الكتاب"، علق عليه ابن رجب