وقد سأل ابن أبي حاتم أبا زرعة، عن هذا الحديث إلا أنه جعل رواية الأعمش كرواية شعبة متابعًا له فيها، فقال أبو زرعة: "حديث شعبة أشبه"، قال ابن أبي حاتم: "قلت لأبي زرعة: ما اسم أبي مالك؟ قال: لا يسمى، وهو الغفار" [العلل (٢)].
وقال ابن أبي حاتم في موضع آخر (٣٤): "وسألت أبي عن اختلاف حديث عمار بن ياسر في التيمم، وما الصحيح منها؟
فقال: رواه الثوري، عن سلمة، عن أبي مالك الغفاري، عن عبد الرحمن بن أبزى، عن عمار، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في التيمم.
ورواه شعبة، عن الحكم، عن ذر، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن عمار، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
ورواه شعبة، عن سلمة، عن ذر، عن ابن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن عمار، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
ورواه حصين، عن أبي مالك قال: سمعت عمارًا يذكر التيمم موقوفًا.
قال أبي: الثوري أحفظ من شعبة.
قلت لأبي: فحديث حصين عن أبي مالك؟
قال: الثوري أحفظ، ويحتمل أن يكون سمع أبو مالك من عمار كلامًا غير مرفوع، ويسمع مرفوعًا من عبد الرحمن بن أبزى، عن عمار، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. . . القصة.
قلت: فأبو مالك سمع من عمار شيئًا؟
قال: ما أدري ما أقول لك؟ قد روى شعبة، عن حصين، عن أبي مالك: سمعت عمارًا، ولو لم يعلم شعبة أنه سمع من عمار ما كان شعبة يرويه، وسلمة أحفظ من حصين.
قلت: ما تنكر أن يكون سمع من عمار، وقد سمع من ابن عباس؟
قال: بين موت ابن عباس وبين موت عمار قريب من عشرين سنة".
• قلت: أما حديث سلمة بن كهيل:
فإن كان حديث شعبة هو المحفوظ؛ فهو حديث صحيح، عدا ما شك فيه سلمة، وهو ما زاد على الكفين، فقد تابعه الحكم بن عتيبة على الكفين حسب، ولم يزد شيئًا وهو الصحيح، وأما ما زاده سلمة بن كهيل شكًا منه فلم يتابع عليه في هذا الحديث، بل أنكره عليه منصور، فقال له: "انظر ما تقول! فإنه لا يذكر الذراعين غيرك".
وإن كان حديث الثوري هو المحفوظ -فإنه أحفظهم-: فهو حديث صحيح أيضًا؛ عدا ما زاده سلمة على الكفين.
فإن أبا مالك الغفاري واسمه غزوان [سماه ابن معين ومسلم، وأبو حاتم، والبخاري، وأبو داود، وابن حبان]: كوفي ثقة [وثقه ابن معين، والعجلي، وابن حبان] [انظر: التاريخ الكبير (٧/ ١٠٨)، الجرح والتعديل (٧/ ٥٥)، العلل ومعرفة الرجال