للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ب- وما رواه هشام بن الغاز، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن لله حقًّا على كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام يومًا، وإن كان له طيب مسه".

أخرجه أبو عوانة (٢٦٠٢ و ٢٦٠٣)، وابن حبان (٤/ ٣٣/ ١٢٣٢)، والطبراني في مسند الشاميين (٢/ ٣٧٨/ ١٥٣٦).

ورواه من طريقه: ابن المقرئ في المعجم (٣١١)، بلفظ الجماعة، وهو المحفوظ: "من أتى الجمعة فليغتسل".

ويبدو أنه دخل لهشام حديث في حديث، فإن هذا المتن إنما يعرف من حديث طاووس، عن أبي هريرة مرفوعًا [انظر: البخاري (٨٩٦ و ٨٩٧ و ٨٩٨ و ٣٤٨٦ و ٣٤٨٧)، مسلم (٨٤٩)، ابن حبان (١٢٣٤)] , والمعروف: عن نافع، عن ابن عمر: ما رواه الجماعة، ورواه هشام مرة فوافقهم.

ج- وما رواه عبد الأعلي بن أبي المساور، عن نافع عن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أتى منكم الجمعة فليغتسل؛ فإنه كفارة من الجمعة إلى الجمعة".

أخرجه ابن حبان في المجروحين (٢/ ١٥٧).

وابن أبي المساور: متروك، كذبه ابن معين، فليست روايته بشيء، وأنكره عليه ابن حبان.

د -ويبدو لي -والله أعلم- أن بكير بن عبد الله بن الأشج، أو من دونه: عياش بن عباس، أو مفضل بن فضالة، قد وهم في حديث الباب، فزاد في الإسناد حفصة بنت عمر، وفي المتن: "على كل محتلم رواح إلى الجمعة"، وذلك لأن الحديث قد رواه عن ابن عمر ستة من أصحابه؛ فلم يذكروا هذه الزيادة في الإسناد والمتن، ورواه عن نافع، عن ابن عمر: جمع غفير من أصحابه الثقات المقدمين فيه، مثل: الإِمام مالك بن أنس، وعبيد الله بن عمر، وأيوب السختياني، والليث بن سعد، وابن عون، وإسماعيل بن أمية، وغيرهم. -وتقدم ذكر أسمائهم- في سبعة وتسعين نفسًا، ولو انفرد أحد هؤلاء الإثبات لقُدِّم على بكير في نافع؛ فكيف وقد اجتمعوا، وخالفهم بكير في إسناده ومتنه، فالقول قول الجماعة، والله أعلم.

وكلام ابن رجب في فتح الباري (٥/ ٣٤٠) يشير إلى أن الإِمام أحمد، والدارقطني يذهبان إلى تقديم قول من لم يذكر حفصة في الإسناد.

ثم وجدت الدارقطني ذكر الحديث في علله (١٥/ ١٩٥/ ٣٩٤١)، فقال: "يرويه بكير بن الأشج، واختلف عنه: فرواه عياش بن عباس القتباني، عن بكير، عن نافع، عن ابن عمر، عن حفصة.

وخالفه: مخرمة بن بكير، فرواه عن أبيه، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو المحفوظ".

قلت: وعليه فيكون ابن لهيعة، قد توبع في روايته هذا الحديث عن بكير بن الأشج، عن نافع به كالجماعة، ولم ينفرد به، ومخرمة: لم يسمع من أبيه شيئًا، وروايته عن أبيه

<<  <  ج: ص:  >  >>