أوس بن أوس الثقفي، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من غسل واغتسل، وغدا واقترب، وأنصت ولم يلغ، حتى يخرج الإمام، كان له بكل خطوة صيام سنة وقيامها".
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (٩/ ٤٠٠).
وهذا إسناد شامي صحيح، رجاله كلهم شاميون ثقات؛ عدا ابن المبارك فإنه مروزي، وهو: ثقة ثبت متقن إمام، وأبو الأشعث الصنعاني -صنعاء دمشق- هو شراحيل بن آده: أحد كبار علماء التابعين بدمشق، روى عنه جماعة من ثقات التابعين، توفي زمن معاوية بن أبي سفيان، قال العجلي: "شامي تابعي ثقة"، وذكره ابن حبان في الثقات [تاريخ دمشق (٢٢/ ٤٣٦)، سير أعلام النبلاء (٤/ ٣٥٧)، طبقات ابن سعد (٥/ ٥٣٦)، التهذيب (٢/ ١٥٧)].
***
٣٤٦ - قال أبو داود: حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن عبادة بن نُسي، عن أوس الثقفي، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "من غسل رأسه يوم الجمعة واغتسل ... "، وساق نحوه.
• حديث واهٍ.
هكذا رواه أبو داود، ولهذا الإسناد علة قادحة؛ وقد ساقه أبو داود هنا لبيان المراد من لفظة "غسل" في الرواية السابقة، وأنها بالتخفيف، لكنه لا يصح.
فقد رواه شجاع بن أشرس [ثقة، وثقه ابن معين، وأبو زرعة وروى عنه. الجرح والتعديل (٤/ ٣٧٩)، تاريخ بغداد (٩/ ٢٥٠)] , قال: نا الليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن عبد الله بن سعيد، عن عبادة بن نسي، عن أوس بن أوس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بنحوه، فأفسد حديث قتيبة بن سعيد.
أخرجه ابن قانع في المعجم (١/ ٢٧).
وعبد الله بن سعيد: هو محمَّد بن سعيد بن حسان بن قيس الأسدي الشامي: المصلوب في الزندقة، كذاب، يضع الحديث عمدًا، قلب أهل الشام اسمه على نحو مائة اسم ليخفى [التهذيب (٣/ ٥٧٢)] , وربما قالوا في اسمه: عبد الله وعبد الرحمن على معنى التعبيد لله، كما وقع هنا؛ والدليل على صحة ذلك:
أ - ما رواه عمرو بن الحارث: أن سعيد بن أبي هلال حدثه، عن محمَّد بن سعيد، عن عبادة بن نسي، عن أوس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - به نحوه.
أخرجه الطبراني في الكبير (١/ ٢١٦/ ٥٨٨)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٥٣/ ٧١).
ب- وما رواه ابن جريج، عن عمر بن محمَّد، عن سعيد بن أبي هلال، عن محمَّد بن سعيد، عن أوس بن أوس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ... فذكره بنحوه.
أخرجه أحمد (٤/ ٨)، وعبد الرزاق (٣/ ٢٥٩/ ٥٥٦٦)، وابن أبي حاتم في الجرح