ب- ورواه يحيى بن غيلان [بن عوام الراسبي التستري: روى عنه جماعة، وذكره ابن حبان في الثقات (٩/ ٢٦٧)، وقال:"مستقيم الحديث"، قلت: إلا عن عبد الله بن بزيع، فقد روى عنه مناكير؛ قاله الساجي. اللسان (٤/ ٤٤٢)، التهذيب (٤/ ٣٨١)] , قال: ثنا عبد الله بن بزيع [قال ابن عدي: "أحاديثه عن من يروي عنه ليست بمحفوظة أو عامتها"، ثم ذكر له أحاديث وهذا منها، ثم قال:"لا يتابع عليها ... ، وليس هو عندي ممن يحتج به" وقال الدارقطني: "لين، ليس بمتروك"، وقال الساجي:"ليس بحجة، روى عنه يحيى بن غيلان مناكير"، اللسان (٤/ ٤٤١)] , عن سعيد، عن أيوب، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . . . فذكره.
أخرجه ابن عدي في الكامل (٤/ ٢٥٤).
قلت: فهذا منكر، أنكره ابن عدي، تفرد به عبد الله بن بزيع، عن ابن أبي عروبة، عن أيوب السختياني به.
والذي قبله أولى منه، إلا أنه ضعيف؛ لأنه من رواية ابن أبي عروبة بعد اختلاطه، ويوسف فلم أعرفه.
ورواية حبيب المعلم أولى عندي من رواية أسامة بن زيد من وجهين:
الأول: أن حبيبًا لم يلينه سوى النسائي، إذ قال فيه:"ليس بالقوي"، واتفق الأئمة على توثيقه؛ فقد وثقه أحمد وابن معين وأبو زرعة، وقال أحمد:"ما أصح حديثه"، وقال ابن عدي:"ولحبيب أحاديث صالحة، وأرجو أنه مستقيم في رواياته"، وقال الفلاس:"كان يحيى لا يحدث عنه، وكان عبد الرحمن يحدث عنه"، فمثله يقال فيه: ثقة ربما وهم، وأقل أحواله أن يقال: صدوق [انظر: التهذيب (١/ ٣٥٥)، الميزان (١/ ٤٥٦)، الكامل (٢/ ٤١٠)، العلل ومعرفة الرجال (٢/ ٢٩٨/ ٢٣٢٣)، الجرح والتعديل (٣/ ١٠١)، من تكلم فيه وهو موثق (٧٧)].
فهو أرفع حالًا من أسامة بن زيد الليثي، وهو مختلف فيه، والأكثر على تليينه؛ وقد انفرد في روايته بقوله:"ومن لغا وتخطى رقاب الناس كانت له ظهرًا".
الثاني: أن حبيبًا قد توبع على روايته من حيث الجملة فإن رواية ابن أبي عروبة وإن كان ضعيفة إلا أنها صالحة في المتابعات، واللهْ أعلم.
***
٣٤٨ - . . . زكريا: حدثنا مصعب بن شيبة، عن طلق بن حبيب العنزي، عن عبد الله بن الزبير، عن عائشة أنها حدثته: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يغتسل من أربع: من الجنابة، وبوم الجمعة، ومن الحجامة، ومن غسل الميت.
• حديث ضعيف.
أخرجه المصنف هنا، وأعاده بنفس إسناده في الجنائز برقم (٣١٦٠)، وكذلك في مسائله لأحمد (١٩٦٤).