للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كان فرضًا ما سامحوه؛ لأن القوم كانوا أجل من أن يقروا على منكر"].

ورابعها: ما يقطع مادة النزاع، ويحسم كل إشكال: حديث الحسن عن سمرة قال: قال رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -: "من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت، ومن اغتسل فالغسل أفضل" وهذا نص في موضع الخلاف، غير أن سماع الحسن من سمرة مختلف فيه، وقد صح عنه أنه سمع منه حديث العقيقة، فيحمل حديثه عنه على السماع إلى أن يدل دليل على غير ذلك، والله تعالى أعلم [تقدم الكلام على الحديث قريبًا وأنه حديث صحيح].

وخامسها: أنه عليه الصلاة والسلام قد قال: "غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم، وسواك، ويمس من الطيب ما قدر عليه" وظاهر هذا: وجوب السواك والطيب، وليس كذلك بالاتفاق، يدل على أن قوله: "واجب" ليس على ظاهره، بل المراد به: ندب المؤكد، إذ لا يصح تشريك ما ليس بواجب مع الواجب في لفظ الواو، والله تعالى أعلم" انتهى كلام القرطبي، وما بين الحاصرتين زيادات زدتها من كلام الأئمة لزيادة الإيضاح.

وحديث أبي سعيد الخدري الأخير تقدم برقم (٣٤٤)، وفيه أيضًا قال ابن المنذر في الأوسط (٤/ ٨٣): "لما قرن النبي - صلى الله عليه وسلم - الغسل يوم الجمعة إلى إمساس الطيب، وكان إمساس الطيب ليس بفرض لا يختلف فيه أهل العلم، دل على أن الغسل المقرون إليه مثله"، وقال أيضًا: "وكذلك لما قرن الغسل إلى السواك، دل على أن الغسل ليس بفرض".

وانظر في هذا المعنى أيضًا: التمهيد (٤/ ٢١٩)، صحيح ابن خزيمة (٣/ ١٢٥).

وانظر غير ما تقدم: المغني (٢/ ٩٩)، الحجة على أهل المدينة (١/ ٢٧٩)، الاستذكار (٢/ ١٣)، شرح معاني الآثار (١/ ١١٨)، شرح السنَّة (١/ ٤٢٨)، تأويل مختلف الحديث (١٩٩)، صحيح ابن خزيمة (٣/ ١٢٥)، صحيح ابن حبان (٧/ ٢١)، إحكام الأحكام لابن دقيق العيد (١/ ٣٣١)، الإعلام بفوائد عمدة الأحكام (٤/ ١٢٦)، أعلام الحديث للخطابي (١/ ٥٦٩ - ٥٧١)، معالم السنن (١/ ٩٥)، القبس في شرح الموطـ (١/ ٢٦٤)، فتح الباري لابن حجر (٢/ ٤٢٠)، شرح رياض الصالحين لابن عثيمين (٣/ ٣٧٩).

• ومما يؤيد القول بعدم فرضية غسل الجمعة [مع ما تقدم من الأدلة]: ما صح عن ابن مسعود، وإبراهيم النخعي:

١ - فقد روى مسعر بن كدام، والمسعودي، عن وبرة بن عبد الرحمن، عن همام بن الحارث، عن ابن مسعود، قال: الغسل يوم الجمعة سُنَّة. وفي لفظ: إن من السُّنَّة الغسل يوم الجمعة.

أخرجه الطيالسي (١/ ٣٠٧/ ٣٩١)، وعبد الرزاق (٣/ ٢٠٠/ ٥٣١٦)، وابن أبي شيبة (١/ ٤٣٥/ ٥٠٢٠)، والحارث بن أبي أسامة (١/ ٣٠٧/ ٢٠٢ - زوائده)، والبزار (٥/ ٣١٥/ ١٩٣٢)، وأبو القاسم البغوي في مسند ابن الجعد (١٩١٨)، وابن المنذر (٤/ ٤١/ ١٧٧٤)، والشاشي (٨٧٥)، وابن الأعرابي في المعجم (١/ ١٩٥/ ٣٤٢)، والخطيب في الكفاية (٤٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>