للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الليثي، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من شهد جنازة ومشى أمامها، وجلس حتى يأخذ بأربع زوايا السرير، وجلس حتى تدفن، كُتب له قيراطان من أجر، أخفهما في ميزانه يوم القيامة أثقل من جبل أحد".

روى هذا الحديث ابن عساكر في تاريخه (٢٧/ ٨١) و (٥٢/ ٢٠)، من طرقٍ عن أبي قصي به، ولفظه في بعض طرقه: "من حمل بجوانب السرير الأربع غفر له أربعين كبيرة".

وهذا حديث منكر؛ لا ينبغي الحمل فيه على معروف الخياط، وإنما على محمد وأخيه عبد الله ابني إسحاق بن إسماعيل بن مسروق العذري: لم أر من ترجم لهما سوى ابن عساكر في تاريخ دمشق في الموضعين السابقين، ولم يذكر لهما راويًا سوى أبي قصي، ولا أنهما رويا عن غير معروف الخياط، ولم يذكر لهما سوى هذا الحديث الواحد.

وأما أبو قصي: فهو إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن إسماعيل بن مسروق العذري: روى عنه: أبو سعيد بن الأعرابي، والحافظ أبو علي النيسابوري، والطبراني، وابن عدي، وآخرون، ونعته الذهبي في السير (١٤/ ١٨٥) بقوله: "المحدث العالم".

• ثم روى له ابن عدي حديثًا سابعًا، من طريق: يونس بن عطاء، عن معروف مولى واثلة، قال: سمعت واثلة يقول: رأيت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمامة سوداء.

ويونس بن عطاء هذا، قال فيه ابن عساكر في تاريخ دمشق (٥١/ ٢٦٢) بعد أن أخرج حديثه هذا من طريق ابن عدي، قال: "ويونس بن عطاء: غير معروف".

وإن كان هو يونس بن عطاء الصدائي الذي يروي عن حميد الطويل؛ فقد قال فيه ابن حبان: "يروي العجائب، لا يجوز الاحتجاج بخبره"، وقال الحاكم وأبو سعيد النقاش وأبو نعيم: "روى عن حميد الطويل: الموضوعات" [الميزان (٤/ ٤٨٢)، اللسان (٨/ ٥٧٤)].

وعلى هذا فلا تبعة فيه أيضًا على معروف الخياط، وإنما الحمل على يونس بن عطاء هذا: ثم إنه قد خولف في رفعه؛ فقد رواه هشام بن عمار عن معروف به موقوفًا على واثلة فعله، وهو أصح.

أخرجه ابن عدي (٦/ ٣٢٧)، وابن عساكر (٥١/ ٢٦٢).

ثم قال ابن عدي بعد هذه الأحاديث السبعة: "وهذه الأحاديث لمعروف عن واثلة: منكرة جدًّا، ومعروف هو مولى واثلة".

• قلت: قد تبين مما سبق أنه لا ينبغي الحمل في هذه الأحاديث على معروف، وإنما التبعة فيها على الرواة عن معروف فهم إما ضعفاء أو مجاهيل، وكل هذه الأحاديث المتقدمة لا يصح إسناد واحد منها إلى معروف الخياط؛ فكيف تُنكَر عليه؟!!

ثم ذكر ابن عدي بعد ذلك ما رواه معروف من أفعال واثلة وأقواله الموقوفة عليه، ثم ختم بحديث أبي الخطاب الدمشقي: ثنا رزيق أبو عبد الله، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صلاة الرجل في بيته بصلاة، وصلاته في مسجد القبائل بخمسة وعشرين صلاة، وصلاته في المسجد الذي يجمع فيه بخمس مائة، وصلاته في المسجد الأقصى

<<  <  ج: ص:  >  >>