بخمسين ألفًا، وصلاته في مسجدي بخمسين ألفًا، وصلاته في المسجد الحرام بمائة ألف".
وهذا الحديث أخرجه ابن ماجه (١٤١٣)، والطبراني في الأوسط (٧/ ١١٢/ ٧٠٠٨)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٢/ ٢٤٢ - ٢٤٣ و ٢٤٣) و (١٥/ ١٥٨ - ١٥٩ و ١٥٩)، وابن الجوزي في العلل المتناهية (٢/ ٥٧٦/ ٩٤٦)، وضياء الدين المقدسي في فضائل بيت المقدس (١٩).
كلهم من طريق هشام بن عمار، عن أبي الخطاب به، ووقع عند الطبراني، وابن عساكر، وضياء الدين مصرحًا باسم أبي الخطاب: قال هشام بن عمار: ثنا أبو الخطاب حماد الدمشقي.
ورواه الخطيب في تلخيص المتشابه في الرسم (١/ ٤٨٨ - ٤٨٩)، وعلقه ابن ماكولا في الإكمال (٢/ ٤٦٤).
من طريق: الربيع بن نافع، نا سلمة بن علي أبو الخطاب -كان يسكن باللاذقية-، عن رُزَيْق بن عبد الله: أنه سمع أنس بن مالك، يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، والصلاة في مسجدي بخمسين ألف صلاة، والصلاة في المسجد الذي يُجْمَّعُ فيه الجمعة بخمس وعشرين ألف صلاة، والصلاة في مسجد القبايل بخمس وعشرين ألف صلاة".
قال الخطيب في رزيق بن عبد الله، وسلمة بن علي: "هما في عداد المجهولين"، ونقله ابن ماكولا في الإكمال (٤/ ٤٨).
وقال ابن ماكولا: "والحديث منكر، ورجاله مجهولون، ما عدا الربيع بن نافع".
وتعقبه ابن رجب في فتح الباري (٢/ ٥٨١) بقوله: "كذا قال، وليس فيهم من يجهل حاله سوى أبي الخطاب هذا"، [وانظر: البدر المنير (٩/ ٥١٣)].
لكن ذهب ابن ناصر الدين في توضيح المشتبه (٤/ ١٧٠) إلى أن سلمة بن علي تصحف من مسلمة بن علي، وهو الخشني، ومن هنا وقع اللبس حسب قوله، فظناه مجهولًا، والذي يظهر لي -والله أعلم-، أنه لم يتصحف، فان الخشني يكنى: أبا سعيد، وكان يسكن البلاط قرية من قرى دمشق، وأما الراوي هنا يكنى: أبا الخطاب، وكان يسكن اللاذقية، فهو مجهول، كما قال الخطيب وابن ماكولا وابن رجب، ولو تنزلنا فقلنا بأنه الخشني، فهو أسوأ حالًا، إذ إن مسلمة بن علي الخشني: متروك، منكر الحديث [التهذيب (٤/ ٧٦)].
وأيًّا كان أبو الخطاب الدمشقي هذا، سواءً كان اسمه حماد، أو سلمة بن علي، فإنه: مجهول، أو كان هو مسلمة بن علي الخشني، فإنه: متروك، منكر الحديث.
فظهر بذلك بأنه ليس بأبي الخطاب معروف بن عبد الله الخياط، كما توهم ذلك ابن عدي فحمَّله تبعة هذا الحديث المنكر، وإنما الحمل فيه على أبي الخطاب حماد الدمشقي: وهو مجهول [التقريب (٧٠٢)]، أو أبي الخطاب سلمة بن علي، وهو: مجهول، أو مسلمة بن علي الخشني، وهو: متروك، منكر الحديث.