وانظر الكلام على هذا الإسناد مفصلًا في تخريج أحاديث الذكر والدعاء (٢/ ٧٠٧/ ٣٢٢).
وقد ضعف إسناده الحافظ في التلخيص (٤/ ٦١٨).
٣ - وأما حديث أبي هريرة:
فيرويه عبد الرزاق قال: أخبرنا عبيد الله، وعبد الله ابنا عمر، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة: أن ثمامة الحنفي أُسر، فكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يغدو إليه، فيقول: "ما عندك يا ثمامة"، فيقول: إن تقتل تقتل ذا دم، وإن تمن تمن على شاكر، وإن تُرِد المال تعط منه ما شئت، وكان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يحبون الفداء، ويقولون: ما نصنع بقتل هذا! فمر عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - يومًا فأسلم، فحله وبعث به إلى حائط أبي طلحة، فأمره أن يغتسل، فاغتسل، وصلى ركعتين، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لقد حسن إسلام صاحبكم".
أخرجه عبد الرزاق في المصنف (٦/ ٩/ ٩٨٣٤) و (١٠/ ٣١٨/ ١٩٢٢٦).
ومن طريقه: أبو عوانة في صحيحه (٤/ ٢٥٨/ ٦٦٩٩)، وابن خزيمة (١/ ١٢٥/ ٢٥٣)، وابن حبان في صحيحه (٤/ ٤١/ ٦٤١)، وفي الثقات (١/ ٢٨٠ - ٢٨١)، وابن الجارود (١٥)، وابن المنذر (٢/ ١١٥/ ٦٤١)، والطحاوي في المشكل (٥/ ٤٣٦/ ٣٥٢٣ - ترتيبه)، والبيهقي (١/ ١٧١)، والخطيب في المبهمات ص (٤٢).
والناظر إلى هذا الإسناد لأول وهلة يقول: هو إسناد صحيح على شرط الشيخين، فقد أخرجا أحاديث لعبيد الله بن عمر العمري عن سعيد المقبري عن أبي هريرة [انظر: تحفة الأشراف (٩/ ٤٧٧ - ٤٨٠/ ١٢٩٨٣ - ١٢٩٨٧ و ١٢٩٩٠ و ١٢٩٩١)].
ومن المعلوم أن عبيد الله بن عمر العمري من أثبت الناس وأصحهم حديثًا عن سعيد المقبري [شرح علل الترمذي (٢/ ٦٧٠)].
لكن الحديث رواه عبد الرحمن بن مهدي، قال: حدثنا عبد الله بن عمر، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة: أن ثمامة بن أثال أسلم فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اذهبوا إلى حائط بني فلان، فمروه أن يغتسل".
أخرجه أحمد (٢/ ٣٠٤)، ومن طريقه: أبو نعيم في الحلية (٩/ ٣٦)، وابن الجوزي في التحقيق (١/ ٢٢٤/ ٢٥٦).
وتابعه: سريج بن النعمان [ثقة]، قال: حدثنا عبد الله -يعني: ابن عمر-، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة: أن ثمامة بن أثال الحنفي أسلم، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن ينطلق به إلى حائط أبي طلحة فيغتسل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قد حسن إسلام صاحبكم".
أخرجه أحمد (٢/ ٤٨٣).
وتابعهما: محمد بن سنان [الباهلي العوقي: ثقة ثبت]، قال: حدثنا عبد الله بن عمر، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة: أن رجلًا أسلم فأمره النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يغتسل.
أخرجه الخطيب في المبهمات ص (٤٠) بإسناد صحيح إلى العوقي.