• والحديث رواه أيضًا عن الأوزاعي:
الوليد بن مسلم، قال: حدثنا الأوزاعي، عن عطاء، عن عائشة، قالت: كنت أفركه من ثوب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ تعني: المني.
أخرجه الطحاوي (١/ ٤٩)، بإسناد صحيح إلى الوليد.
والوليد بن مسلم الدمشقىِ وإن كان ثقة من أثبت أصحاب الأوزاعي، إلا أن روايته هذه معلولة أيضًا، دلسها الوليد على الأوزاعي وسواها، وقد بيَّن عوارها:
أ- يحيى بن عبد الله بن الضحاك البابلتي [ضعيف، أكثر عن الأوزاعي، وطعنوا في سماعه منه]، قال: قال الأوزاعي: وحدثني من سمع عطاء بن أبي رباح، عن عائشة، قالت: إن كان الاحتلام رطبًا مسحته، وإن كان يابسًا حككته.
علقه البخاري في التاريخ الكبير (٨/ ٢٨٨).
ب- عمر بن عبد الواحد بن قيس السلمي، أبو حفص الدمشقي [ثقة، من أثبت أصحاب الأوزاعي، قال مروان بن محمد الطاطري: "نظرنا في كتب أصحاب الأوزاعي فما رأينا أحدًا أصح حديثًا عن الأوزاعي من عمر بن عبد الواحد"، التهذيب (٣/ ٢٤٢)]، رواه عن الأوزاعي، قال: حدثني من سمع عطاء، يحدث عن عائشة، قالت: كان إذا كان احتلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رطبًا مسحته بالإذخر، وإذا كان يابسًا مسحته بعظم.
أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (١١/ ٩٩)، بإسناد صحيح إلى عمر بن عبد الواحد.
• والحاصل: أن هذا الحديث قد اختلف فيه على الأوزاعي اختلافًا شديدًا، فإما أن يحكم عليه بالاضطراب، وإما أن ترجح رواية عمر بن عبد الواحد ويحيى بن عبد الله بن الضحاك البابلتي على رواية من عداهما، وهذا هو الأقرب عندي إلى الصواب، وعليه: فهو حديت ضعيف؛ إن فُسِّر الاحتلامُ بمنيِّ الجماع، وإلا فهو: حديث منكر.
٦ - قال أبو داود الطيالسي في مسنده (٣/ ٤٣/ ١٥٢٣): حدثنا عباد بن منصور، عن القاسم، عن عائشة، قالت: لقد رأيتني أفرك الجنابة عن ثوب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا يغسل مكانه.
وأخرجه من طريق أبي داود: ابن خزيمة في صحيحه (١/ ١٤٦/ ٢٨٨)، وأبو بكر الشافعي في فوائده [الغيلانيات] (٨٩٢)، والبيهقي (٢/ ٤١٧).
• تابعه: أبو قطن [عمرو بن الهيثم بن قطن البصري: ثقة]، فرواه عن عباد بن منصور، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، قالت: قد كنت أفرك المني من ثوب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم ما أغسل -قال أبو قطن: قالت مرة: أثره، وقالت مرة: مكانه-. هكذا من فعلها.
أخرجه أحمد في المسند (٦/ ٢٦٣)، قال: حدثنا أبو قطن به.
خالفهما -أعني: الطيالسي وأبا قطن-: