للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي رواية عبد الواحد بن زياد عند البخاري (٢٣٠) وغيره: قال سليمان: سألت عائشة عن المني يصيب الثوب؟ فقالت: ... ، قال ابن دقيق العيد في الإمام (٣/ ٤١٦): "فقد ثبت سماعه لهذا الحديث بتلقينه منها".

وفي رواية محمد بن بشر عند مسلم وغيره: "أخبرتني عائشة"، وفي رواية ابن أبي زائدة في المستخرج: "حدثتني"، وفي رواية سليم بن أخضر عند أبي داود: "سمعت".

قال البيهقي في المعرفة (٢/ ٢٤٥) بعد أن ساق كلام الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: "قد ذهب صاحبا الصحيح إلى تصحيح هذا الحديث، وتثبيت سماع سليمان من عائشة، فإنه ذكر سماعه فيه من عائشة، في رواية عبد الواحد بن زياد، ويزيد بن هارون، وغيرهما عن عمرو بن ميمون، إلا أن رواية الجماعة عن عائشة في الفرك، وهذه الرواية في الغسل، فمن هذا الوجه كانوا يخافون غلط عمرو بن ميمون، ثم الجواب عنه ما ذكر الشافعي ... ".

قلت: قال الشافعي في الجمع بين الروايتين (٢/ ٢١٣ - أم): "هذا إن جعلناه ثابتًا: فليس بخلاف لقولها: "كنت أفركه من ثوب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم يصلي فيه، كما لا يكون غسله قدميه عمره خلافًا لمسحه على خفيه يومًا من أيامه، وذلك أنه إذا مسح؛ علمنا أنه تجزئ الصلاة بالمسح، وتجزئ الصلاة بالغسل، وكذلك تجزئ الصلاة بحته، وتجزئ الصلاة بغسله، لا أن واحدًا منهما خلاف الآخر".

وقال الترمذي في الجمع: "وحديث عائشة: أنها غسلت منيًّا من ثوب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ليس بمخالف لحديث الفرك؛ لأنه وإن كان الفرك يجزئ فقد يستحب للرجل أن لا يرى على ثوبه أثره، قال ابن عباس: المني بمنزلة المخاط فأمطه عنك، ولو بإذخرة" [الجامع (١١٧)].

وقال ابن حبان في الصحيح (٤/ ٢٢٠): "كانت عائشة - رضي الله عنها - تغسل المني من ثوب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا كان رطبًا؛ لأن فيه استطابة للنفس، وتفركه إذا كان يابسًا، فيصلي - صلى الله عليه وسلم - فيه هكذا".

• تنبيه: وقع في صحيح البخاري (٢٣٠): "حدثنا قتيبة، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا عمرو ... "، قال المزي في الأطراف (١١/ ٤١٨): "قال أبو مسعود: في كتاب الفربري وحماد -يعني: ابن شاكر- أيضًا "يزيد" مطلق، -يعني: شيخ قتيبة-، يقال: هو ابن هارون وليس بابن زريع، وجميعًا قد روياه.

[قال المزي:] "الصحيح: أنه يزيد بن زريع؛ فإن قتيبة مشهور بالرواية عنه دون يزيد بن هارون، والله أعلم".

وكذلك مال إلى أنه يزيد بن زريع في تهذيب الكمال حيث رمز له بالرمز (خ).

وإلى هذا ذهب أيضًا ابن حجر في الفتح (١/ ٣٩٨) وقال في آخر بحثه: "فترجح أنه ابن زريع".

<<  <  ج: ص:  >  >>