وقد وجدت رواية صحيحة لإسرائيل، عن سماك فيها متابعة لرواية الثوري المرسلة، وذلك فيما رواه إسحاق بن راهويه في مسنده (٢٢٧٣)، قال: أخبرنا وكيع: نا إسرائيل، عن سماك بن حرب، عن قابوس بن المخارق: أن الحسين بن علي كان في حجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبال عليه، فقالت أم الفضل: يا رسول الله أرني ثوبك كيما أغسله، قالت: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا أم الفضل إنما يغسل بول الجارية، وينضح بول الغلام".
وهذه الرواية ظاهرة الإرسال، خلافًا لما رواه يحيى بن أبي بكير عن إسرائيل مما ظاهره الاتصال، وتقدم.
وقد رجح الدارقطني في العلل (١٤/ ٢٨/ ٣٣٩٣) الإرسال، فقال:"والمرسل: أصح"، لكنه عاد فسرد الخلاف بأقل مما هو عليه في آخر العلل (١٥/ ٣٩٣/ ٤١٠٠)، ورجح الموصول، فقال:"والصواب: قول من قال: عن سماك، عن قابوس، عن أم الفضل"، وقوله الأول أقرب إلى الصواب.
١ - إسماعيل بن عياش: ثنا عطاء بن عجلان، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن أم الفضل - رضي الله عنها -، قالت: دخل عليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أرضع الحسين بن علي ... ، فساق الحديث بنحوه، وآخره قالت: فرشه بالماء [تعني: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -].
قال ابن عباس: بول الغلام الذي لم يأكل يُرش، وبول الجارية يُغسل. هكذا قوله.
أخرجه الحاكم (٣/ ١٨٠).
قلت: هذا باطل عن عكرمة؛ عطاء بن عجلان الحنفي البصري العطار: متروك، كذبه ابن معين وعمرو بن علي الفلاس وغيرهما [التهذيب (٣/ ١٠٦)، التقريب]، ورواية ابن عياش الشامي عن غير أهل بلده ضعيفة.
٢ - حماد بن سلمة، قال: أخبرنا عطاء الخراساني، عن لبابة أم الفضل: أنها كانت ترضع الحسن أو الحسين، قالت: فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاضطجع في مكان مرشوش، فوضعه على بطنه، فبال على بطنه، فرأيت البول يسيل على بطنه، فقمت إلى قربة لأصبها عليه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا أم الفضل إن بول الغلام يصب عليه الماء، وبول الجارية يغسل"، وفي رواية "غسلًا".
أخرجه أحمد (٦/ ٣٣٩).
وهذا إسناد رجاله رجال مسلم، إلا أنه منقطع؛ عطاء الخراساني: لم يدرك لبابة بنت الحارث أم الفضل، فقد ولد سنة (٥٠) وذلك بعد وفاتها بزمان، فقد توفيت في خلافة عثمان - رضي الله عنه -[انظر: التهذيب (٣/ ١٠٨) و (٤/ ٦٨٨)].