قال أحمد بعده:"حدثنا عفان، قال: حدثنا حماد، قال حميد: كان عطاء يرويه عن أبي عياض [مصححة من الإتحاف (١٨/ ٦٠)]، عن لبابة".
ومن طريق عفان: أخرجه البيهقي (٢/ ٤١٥) هكذا.
قلت: كأن حميدًا أراد: أن عطاء الخراساني كان يروي الحديث عن أبي عياض عن لبابة قديمًا، ثم ترك ذلك بعدُ فصار يرويه بلا واسطة، فالله أعلم.
ولو كان أبو عياض هو الواسطة، فلا ندري من هو تحديدًا، إلا أن يكون عمرو بن الأسود العنسي، وهو ثقة، لكن لا تعرف له رواية عن أم الفضل، ولا عنه عطاء هذا.
٣ - قال ابن أبي شيبة (١/ ١١٤/ ١٢٩١): حدثنا عبدة بن سليمان، عن سعيد، عن قتادة، عن أبي جعفر قال: دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - على أم الفضل ومعها حسين فناولته إياه، فبال على بطنه -أو: على صدره- فأرادت أن تأخذه منه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا تزرمي ابني، فإن بول الغلام يرشح -أو: ينضح-، وبول الجارية يغسل".
وهذا مرسل بإسناد صحيح؛ إن كان أبو جعفر هذا: هو الباقر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
٤ - وقد ورد الحديث بإسناد على شرط مسلم، يرويه الإمام أحمد في مسنده (٦/ ٣٤٠)، ومن طريقه: ابن الجوزي في التحقيق (٨٨).
قال الإمام أحمد: حدثنا عفان: حدثنا وهيب، قال: حدثنا أيوب، عن صالح أبي الخليل، عن عبد الله بن الحارث، عن أم الفضل، قالت: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: إني رأيت في منامي أن في بيتي -أو: حجرتي- عضوًا من أعضائك؟ قال:"تلد فاطمة -إن شاء الله- غلامًا فتكفلينه"، فولدت فاطمة حسنًا، فدفعته إليها فأرضعته بلبن قثم، وأتيت به النبي - صلى الله عليه وسلم - يومًا أزوره، فأخذه النبي - صلى الله عليه وسلم - فوضعه على صدره، فبال على صدره، فأصاب البول إزاره، فزخخت بيدي على كتفيه، فقال:"أوجعت ابني، أصلحك الله -أو قال: رحمك الله- فقلت: أعطني إزارك أغسله، فقال: "إنما يغسل بول الجارية، ويصب على بول الغلام".
وهذا إسناد صحيح، ولا أعلم له علة، رجاله رجال الشيخين، على شرط مسلم، فقد أخرج حديثًا بهذا الإسناد (١٤٥١/ ١٨)، وهو حديث "لا تحرم الإملاجة والإملاجتان".
وعلى هذا، فإن حديث أم الفضل لبابة بنت الحارث الهلالية: حديث صحيح، والله أعلم.
***
٣٧٦ - . . . عبد الرحمن بن مهدي: حدثني يحيى بن الوليد: حدثني مُحِلُّ بن خليفة: حدثني أبو السمح، قال: كنت أخدم النبي - صلى الله عليه وسلم -، فكان إذا أراد أن يغتسل، قال: "ولني قفاك"، فأوليه قفاي فأستره به، فأتى بحسن أو حسين - رضي الله عنهما -، فبال على صدره، فجئت أغسله، فقال: "يُغسَل من بول الجارية، ويُرَشُّ من بول الغلام".