هنا زيادة من ثقة حافظ يعتمد على حفظه، وروايته ليست أدنى في الدرجة من رواية ابن أبي عروبة الموقوفة، بل تكافئها إن لم تكن أعلى منها درجة لشأن الدستوائي.
قال الترمذي في الجامع: "هذا حديث حسن صحيح، رفع هشام الدستوائي هذا الحديث عن قتادة، وأوقفه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة، ولم يرفعه".
وقال في العلل: "سألت محمدًا [يعني: البخاري]، عن هذا الحديث؟ فقال: سعيد [في المطبوع: شعبة، وهي تصحيف إذ الحديث لا يعرف عن شعبة، ولم يذكر من نقل كلام البخاري هذا شعبة في الكلام، مثل البيهقي، وابن دقيق العيد، وابن الملقن، وغيرهم. انظر: سنن البيهقي (٢/ ٤١٥)، الإمام (٣/ ٣٩٨)، البدر المنير (١/ ٥٣١)، والذين ذكروا الاختلاف في هذا الحديث لم يذكروا شعبة، مثل الترمذي، والدارقطني، والبيهقي] لا يرفعه، وهشام الدستوائي: حافظ، ورواه يحيى القطان، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة، فلم يرفعه".
ولفظه في المصادر الثلاثة المذكورة آنفًا: "سعيد بن أبي عروبة لا يرفعه، وهشام الدستوائي يرفعه، وهو حافظ"، وكذلك في التنقيح (١/ ٧٨)، والمعرفة (٢/ ٢٤١).
وكلام البخاري هذا فيه إشارة إلى ترجيح رواية هشام المرفوعة، لوصفه بالحفظ، وهذا ما فهمه ابن حجر فقال في التلخيص (١/ ٦٢): "وقد رجح البخاري صحته".
وقال البيهقي (٢/ ٤١٦) عن البخاري: "وصوب هشامًا في رفع حديث علي".
وقال أبو علي الطوسي: "هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وهو حديث حسن صحيح، رفع هشام الدستوائي هذا الحديث عن قتادة، وأوقفه سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، ولم يرفعه".
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح، فإن أبا الأسود الديلي [صح] سماعه من علي، وهو على شرطهما صحيح، ولم يخرجاه، وله شاهدان صحيحان "؛ يعني: حديث قابوس عن لبابة، وحديث أبي السمح، وما بين المعكوفين زيادة من البدر المنير (١/ ٥٣٢).
وقال البزار: "وقد روى هذا الفعل: عائشة، وأبو ليلى، وزينب بنت جحش، وأنس بن مالك، وأم قيس ابنة محصن، وأم الفضل، وأسانيدها متقاربة، وأحسنها إسنادًا: حديث علي، وحديث أم قيس.
وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، وإنما أسنده معاذ بن هشام، عن أبيه، وقد رواه غير معاذ عن هشام، عن قتادة، عن أبي حرب، عن أبيه، عن علي موقوفًا".
قلت: تابعه على رفعه: عبد الصمد بن عبد الوارث كما تقدم، ولم ينفرد برفعه معاذ.
وقال الدارقطني في العلل (٤/ ١٨٥/ ٤٩٥): "رفعه هشام بن أبي عبد الله، من رواية ابنه معاذ، وعبد الصمد بن عبد الوارث، عن هشام، ووقفه غيرهما، عن هشام.
وكذلك رواه سعيد بن أبي عروبة، وهمام، عن قتادة، موقوفًا، والله أعلم".