هكذا ساق الاختلاف فيه، وسكت عن الترجيح، لكن الحافظ ابن حجر ذكر عن الدارقطني تصحيحه للحديث فقال في التلخيص (١/ ٦٢): "إسناده صحيح، إلا أنه اختلف في رفعه ووقفه، وفي وصله وإرساله، وقد رجح البخاري صحته، وكذا الدارقطني".
وقال في الفتح (١/ ٣٨٩): "وإسناده صحيح، ورواه سعيد عن قتادة فوقفه، وليس ذلك بعلة قادحة".
وهو كما قال، وسماع أبي الأسود الدؤلي ظالم بن عمرو من علي بن أبي طالب: ثابت صحيح؛ كما قال الحاكم، وانظر: مسند الحميدي (٥٣).
وقال البيهقي في المعرفة (٢/ ٢٣٩): "هذا حديث وقفه سعيد بن أبي عروبة، ورفعه هشام الدستوائي، وهو حافظ ثقة".
وقال (٢/ ٢٤١): "رفعُ حديثه أقوى من وقفه؛ لزيادة حفظ هشام الدستوائي وثقته على سعيد بن أبي عروبة، فالحجة به قائمة، والفرقان بذلك بين بوليهما حاصل، وبالله التوفيق".
***
٣٧٩ - . . . يونس، عن الحسن، عن أمه: أنها أبصرت أم سلمة تصب الماء على بول الغلام ما لم يطعم، فإذا طعم غسلته، وكانت تغسل بول الجارية.
• صحيح موقوف.
أخرجه ابن المنذر (٢/ ١٤٣/ ٧٠٠)، والبيهقي في السنن (٢/ ٤١٦)، وفي المعرفة (٢/ ٢٣٩/ ١٢٥٣).
هكذا رواه عبد الوارث بن سعيد أبو عبيدة الحافظ [ثقة ثبت]، وإسماعيل بن إبراهيم ابن علية [ثقة ثبت حافظ إمام]، ويزيد بن زريع [ثقة ثبت]:
عن يونس بن عبيد به هكذا موقوفًا على أم سلمة.
• لكن روى الطبراني في الأوسط (٦/ ٢٠٤ - ٢٠٥/ ٦١٩٧)، قال: حدثنا محمد بن حنيفة الواسطي، قال: وجدت في كتاب جدي بخطه: عن هشيم، عن يونس، عن الحسن، عن أمه، عن أم سلمة، أن الحسن أو الحسين بال على بطن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فذهبوا ليأخذوه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا تزرموا ابني -أو: لا تستعجلوه-" فتركوه حتى قضى بوله، فدعا بماء، فصبه عليه.
ثم قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن يونس إلا هشيم، تفرد به محمد بن ماهان".
قلت: وهذا باطل عن هشيم، فهي وجادة غير موثوق بها؛ محمد بن ماهان هذا هو أبو حنيفة القصبي الواسطي، قال العجلي: "واسطي صدوق"، وله أوهام منها ما نص عليه الدارقطني في العلل (٩/ ٥٣) [انظر: معرفة الثقات (١٦٤٢)، تاريخ واسط (١٥٧)،