ويحيى بن أيوب المقابري [ثقة]، وأبو عمر حفص بن عمر الدوري المقرئ [صدوق]، وعاصم بن علي بن عاصم [صدوق].
فهؤلاء ثمانية من الثقات رووه عن إسماعيل بن جعفر بزيادة:"وأبيه"، إلا ما وقع عند البيهقي من رواية داود بن رشيد، وعاصم بن علي:"أفلح -وأبيه- إن صدق، دخل الجنة -والله- إن صدق" وما أراها إلا وهمًا؛ فالحديث مروي من طريقهما مثل الجماعة.
ورواه بحذف "وأبيه" في الموضعين: أبو عمر الدوري، حفص بن عمر بن عبد العزيز، [وهو: لا بأس به] عند ابن نصر، ورواه بإثباتها كالجماعة عند ابن المقرئ في الأربعين.
• واختلف على قتيبة بن سعيد البغلاني [وهو: ثقة ثبت]، فرواه عنه البخاري في الموضعين بدون هذه الزيادة، ويبدو لي أن البخاري قد حذفها عمدًا، فهي ثابتة من حديث قتيبة، رواه عنه بها: مسلم، والحسن بن سفيان، وجعفر الفريابي، وغيرهم.
• واختلف أيضًا على: علي بن حجر السعدي [وهو: ثقة حافظ]، فرواه عنه النسائي بحذفها، ويبدو لي أيضًا أن النسائي حذفها عمدًا، فهي ثابتة من روايته في جزئه، وعند ابن خزيمة، وابن منده، وابن عبد البر.
والذي أميل إليه أن البخاري، والنسائي قد حذفا هذه الزيادة من حديث إسماعيل بن جعفر لكونه أخطأ فيها، وأن المحفوظ في حديث نافع بن مالك: بدون هذه الزيادة، كما رواه إمام الحفاظ المتقنين وكبير المثبتين: إمام دار الهجرة: مالك بن أنس، لذلك فإن الإمام مسلمًا قد أشار إلى إعلال هذه الزيادة التي خالف فيها إسماعيل بن جعفر [الثقة]، من هو أوثق منه وأضبط للحروف فأتبع رواية مالك بعد أن ساق لفظها، برواية إسماعيل فلم يسق لفظها، وإنما أشار لموضع المخالفة منها، وهي قوله:"أفلح -وأبيه- إن صدق، دخل الجنة -وأبيه- إن صدق".
والمحفوظ أيضًا من حديث إسماعيل بن جعفر: أنه روى هاتين الجملتين بالشك: " أفلح -وأبيه- إن صدق، دخل الجنة -وأبيه- إن صدق"، رواه عنه هكذا بالشك: قتيبة بن سعيد، وعلي بن حجر، ويحيى بن أيوب، ويحيى بن حسان، وعاصم بن علي، وأبو عمر الدوري.
وهذا مما يؤكد أن إسماعيل بن جعفر لم يضبط هذا الحرف من الحديث، كما ضبطه الإمام مالك، وأخطأ فيه مرتين، مرة بزيادة "وأبيه"، ومرة أخرى بالشك من هذا الحرف، والمحفوظ: ما رواه مالك: "أفلح إن صدق".
قال ابن عبد البر في التمهيد (٦/ ٨٠) بعد حديث مالك: "هذا حديث صحيح لم يختلف في إسناده، ولا في متنه، إلا أن إسماعيل بن جعفر رواه عن أبي سهيل نافع بن مالك بن أبي عامر، عن أبيه، عن طلحة بن عبيد الله: أن أعرابيًّا جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . . . ، فذكر معناه سواء، وقال في آخره: "أفلح -وأبيه- إن صدق، أو: