للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الكبير (١٤٧)، ومن طريقه وقرنه بغيره: ابن عبد البر في التمهيد (٣/ ٣٦٧ - ٣٦٨)، وانظر: البدر المنير (٣/ ١٧١).

ورواه ابن هشام في السيرة النبوية (٢/ ٨٤)، قال: قال ابن إسحاق: وحدثني عتبة بن مسلم -مولى بني تميم-، عن نافع بن جبير بن مطعم -وكان نافع كثير الرواية-، عن ابن عباس، قال: لما افترضت الصلاة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أتاه جبريل - عليه السلام - فصلى به الظهر حين مالت الشمس، ثم صلى به العصر حين كان ظله مثله، ثم صلى به المغرب حين غابت الشمس، ثم صلى به العشاء الآخرة حين ذهب الشفق، ثم صلى به الصبح حين طلع الفجر، ثم جاءه فصلى به الظهر من غد حين كان ظله مثله، ثم صلى به العصر حين كان ظله مثليه، ثم صلى به المغرب حين غابت الشمس لوقتها بالأمس، ثم صلى به العشاء الآخرة حين ذهب ثلث الليل الأول، ثم صلى به الصبح مسفرًا غير مشرق، ثم قال: يا محمد! الصلاة فيما بين صلاتك اليوم وصلاتك بالأمس.

وهذا وإن كان ظاهره الانقطاع بين ابن هشام وابن إسحاق، إلا أنه متصل، فابن هشام يروي سيرة ابن إسحاق في هذا الكتاب، فأحيانًا يذكر الواسطة بينه وبين ابن إسحاق، وفي الغالب يحذفها اختصارًا، وإنما يحتاج لذكر ابن إسحاق بين الفينة والأخرى تمييزًا لكلامه من كلام ابن إسحاق؛ لأنه قام باختصار سيرة ابن إسحاق وأضاف إليها أشياء من عنده، وابن هشام يروي سيرة ابن إسحاق عن زياد بن عبد الله البكائي عنه [انظر: السيرة النبوية (١/ ١٠٦ و ٢٣٩) و (٢/ ٣١٣) و (٣/ ٢٦ و ١٣٥) و (٤/ ٥٧ و ١٢٢)].

وزياد بن عبد الله البكائي: وإن كان فيه لين؛ إلا أنه ثقة ثبت في مغازي ابن إسحاق، قال صالح بن محمد: "ليس كتاب المغازي عند أحد أصح منه عند زياد، وزياد في نفسه ضعيف، ولكن هو من أثبت الناس في هذا الكتاب، وذلك أنه باع داره وخرج يدور مع ابن إسحاق حتى سمع منه الكتاب"، وقال عبد الله بن إدريس: "ما أحد أثبت في ابن إسحاق من زياد البكائي؛ لأنه أملى عليه إملاء مرتين" [انظر: الميزان (٢/ ٩١)، إكمال مغلطاي (٥/ ١١٤)، التهذيب (١/ ٦٥٠)].

وعلى هذا فالحديث صحيح ثابت عن ابن إسحاق، ولا يضر أحمد بن محمد بن أيوب ما قيل فيه من عدم سماعه من إبراهيم بن سعد، فإن سماعه منه ثابت، وليس هذا موضع تفصيل ذلك [انظر: تاريخ بغداد (٤/ ٣٩٣)، تاريخ الإسلام (١٦/ ٥٢)، الميزان (١/ ١٣٣)، التهذيب (١/ ٤٢)، التقريب (٥٣)، وقال: "صدوق كانت فيه غفلة، لم يدفع بحجة، قاله أحمد"].

ورواية ابن هشام أولى من رواية ابن أيوب، مع إمكان الجمع بينهما.

وحديث ابن إسحاق هذا حديث حسن، وهي متابعة جيدة لحديث حكيم بن حكيم، إلا أنه لم يشتمل على هذه الزيادة التي أنكرها ابن عبد البر: "هذا وقت الأنبياء من قبلك".

<<  <  ج: ص:  >  >>