• تنبيه:
قوله: "وكان نافع كثير الرواية عن ابن عباس"، يحتمل أن يكون هكذا، جملة واحدة، بتقييد كثرة الرواية بابن عباس، ويحتمل أن يكون إخبارًا عن نافع بكثرة روايته مطلقًا، ثم عاد مرة أخرى إلى الإسناد فقال: عن ابن عباس، فعلى الأول: يكون مرسلًا، وعلى الثاني: فهو متصل مثل حديث الجماعة، وهو أقرب إلى الصواب، لموافقته لرواية الجماعة من جهة، ومن جهة أخرى: فما لنافع عن ابن عباس في الكتب الستة سوى ستة أحاديث فقط [راجع: تحفة الأشراف (٥/ ٢٥٨ - ٢٦٠/ ٦٥١٧ - ٦٥٢٢)]، وعدد أحاديثه عنه في المعجم الكبير: سبعة أحاديث فقط بعد حذف المكرر [المعجم الكبير (١٠/ ٣٠٦ - ٣١٠/ ١٠٧٤٢ - ١٠٧٥٥)] فأين كثرة روايته عنه؟!
فدل ذلك على أن الاحتمال الثاني هو الأقرب إلى الصواب، والله أعلم.
٢ - عبيد الله بن مقسم [تابعي، ثقة مشهور]:
رواه محمد بن عمر الواقدي [متروك]: ثنا إسحاق بن حازم [ثقة]، عن عبيد الله بن مقسم، عن نافع بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال - صلى الله عليه وسلم -: "أمني جبريل - عليه السلام - بمكة مرتين، فجاءني في أول مرة ... " الحديث.
أخرجه الدارقطني (١/ ٢٥٨ - ٢٥٩).
وإسناده واهٍ، لأجل الواقدي.
٣ - عمر بن نافع بن جبير بن مطعم [لم أر من ترجم له]:
رواه عنه عبد الله بن عمر العمري، واختلف عليه:
أ- فرواه عبد الرزاق في مصنفه (١/ ٥٣١ - ٥٣٢/ ٢٠٢٩)، ومن طريقه: الطبراني في الكبير (١٠/ ٣١٠/ ١٠٧٥٥).
عن عبد الله بن عمر، عن عمر بن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه، عن ابن عباس، قال: أتى جبرائيل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين زاغت الشمس، فقال له: قم فصل، فصلى الظهر ... ، فذكر الحديث بنحوه إلى أن قال في آخره: "ثم قال له: هذه صلاة النبيين قبلك فالزم".
ب- وخالفه: إسماعيل بن عياش، فرواه عن عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، عن زياد بن أبي زياد مولى عياش بن أبي ربيعة، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أمني جبريل عند باب الكعبة ... " الحديث.
أخرجه ابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (١٤٥)، والدارقطني (١/ ٢٥٨).
ورواية عبد الرزاق أولى بالصواب فإن إسماعيل بن عياش: روايته عن أهل الحجاز غير مستقيمة، وهذه منها؛ فإن عبد الله بن عمر العمري: مدني.
إلا أن إسناد عبد الرزاق: ضعيف؛ فإن عبد الله بن عمر العمري: ليس بالقوي، وعمر بن نافع بن جبير بن مطعم: لم أر من ترجم له.