للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهذا الحديث وإن لم يصرح فيه ابن إسحاق بالسماع من عاصم بن عمر؛ إلَّا أنَّه من رواية شعبة عنه، وشعبة معروف بالتثبت في الأخذ عن المدلسين، ولا يروي عنهم إلَّا ما سمعوه من مشايخهم، ولم يدلسوه، وقد روى هذا الحديث عن ابن إسحاق: جمع غير من الثقات والأئمة، ولم يظهر في شيء من طرقه أنَّه دلسه، فتحمل هذه الرِّواية على الاتصال بين ابن إسحاق وشيخه، لهذه القرائن، لا سيما وقد قال التِّرمذيُّ بعد روايته من طريق عبدة بن سليمان عن ابن إسحاق به: "وقد روى شعبة والثوري هذا الحديث عن محمَّد بن إسحاق، ورواه محمَّد بن عجلان أيضًا عن عاصم بن عمر بن قتادة. وفي الباب: عن أبي برزة الأسلمي، وجابر، وبلال. قال أبو عيسى: حديث رافع بن خديج: حديث حسن صحيح".

وزيادة: "صحيح" زيادة صحيحة ثابتة، قال العلامة أحمد شاكر -رحمه الله تعالى- في تعليقه على الجامع (١/ ٢٩٠): "الزيادة من ع، م، ن، هـ، ك. وهي زيادة صحيحة ثابتة، فإن كل من حكى كلام التِّرمذيّ في هذا الحديث حكاه هكذا، منهم المجد ابن تيمية في المنتقى (١/ ٤٢٢)، والزيلعي في نصب الراية (١/ ١٢٣)، وابن التركماني في الجوهر النقي (١/ ٤٥٨ - من سنن البيهقي)، والمنذري فيما حكاه عنه في عون المعبود (١/ ١٦٢) ".

وكذا هو في نسخة الكروخي لجامع التِّرمذيُّ (١٥/ أ) وهي النسخة المعتمدة عند المتأخرين، وممن أثبتها أيضًا نقلًا عن التِّرمذيِّ: الطُّوسي في مستخرجه على الجامع (١/ ٤٠٩)، وابن قدامة في المغني (١/ ٢٣٧)، وابن رجب في الفتح (٣/ ٢٢٩)، وبدر الدين الزَّركشي في النكت (١/ ٣٣٤ - ٣٣٥)، والنووي في المجموع (٣/ ٥٣)، وغيرهم. وفي الجملة: فإن ابن إسحاق معروف السماع من عاصم بن عمر، كثير الرِّواية عنه، يعتمد عليه كثيرًا في مغازيه.

التَّنبيه الرابع: خالف هؤلاء الثقات الإثبات: أحد التلفى فرواه عن ابن إسحاق من حديث ابن عباس.

رواه حفص بن عمر قاضي حلب [منكر الحديث، قال ابن حبان: "يروي عن الثقات الموضوعات، لا يحل الاحتجاج به"، اللسان (٣/ ٢٣١)]، عن محمَّد بن إسحاق، عن محمَّد بن كعب القرظي، عن ابن عباس به مرفوعًا.

أخرجه ابن عدي في كامله (٢/ ٣٩١).

وقال بعد أن أخرج له عدة أحاديث هذا منها: "ولم أجد له أنكر مما ذكرته".

٢ - عبد الحميد بن جعفر [صدوق]، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن رافع بن خديج، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أسفروا بالصبح فإنَّه أعظم للأجر".

أخرجه الطّبرانيّ في الكبير (٤/ ٢٥١/ ٤٢٩١)، وعنه: أبو نعيم في معرفة الصّحابة (٢/ ١٠٤٧/ ٢٦٥٥).

من طريق معلى بن عبد الرحمن، عن عبد الحميد به.

<<  <  ج: ص:  >  >>