للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"نور بالفجر -أو: أسفر بالفجر- تدر ما يبصر القوم مواقع نبلهم".

إسناده منقطع؛ لعدم سماع هرير من جده، إنَّما يروي عنه بواسطة.

والمتن منكر؛ لاشتماله على هذه الزيادة: "قدر ما يبصر القوم مواقع نبلهم"؛ إذ المتن الصَّحيح المعروف هو: "أسفروا بالفجر، فإنَّه أعظم للأجر"، وما كان في معناه كما تقدم من حديث عاصم بن عمر، عن محمود بن لبيد، عن رافع به مرفوعًا.

• وهذه الزيادة المنكرة مخالفة للأحاديث الصحيحة القاضية بأن بلالًا كان يؤذن قبل طلوع الفجر، الأذان الأوَّل، كما جاء في الحديث: "إن بلالًا يؤذن بلبل، فكلوا واشربوا حتَّى يؤذن ابن أم مكتوم؟ "، وهو حديث متَّفقٌ عليه من حديث: ابن عمر [البخاري (٦١٧)، ومسلم (١٠٩٢)]، وابن مسعود [البخاري (٦٢١)، ومسلم (١٠٩٣)]، وعائشة [البخاري (٦٢٢ و ٦٢٣)، ومسلم (١٠٩٢)، [وانظر: الفتح لابن رجب (٣/ ٥٠٧ - ٥٢٦)، الفتح لابن حجر (٢/ ١١٨ - ١٢٥)].

• ومخالف لما تقدم تقريره من أنَّه يؤذن للصلاة في أول وقتها للإعلام بدخول الوقت، ثم لا بأس بتأخير الإقامة حسب ما يرى الإمام من المصلحة [انظر: ما تقدم تحت الأحاديث (٤٠١ - ٤٠٣)]، والله أعلم.

• ومن شواهد حديث رافع في الإسفار بالفجر:

١ - ما رواه أيوب بن سيار: نا محمَّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، عن أبي بكر الصِّديق، عن بلال، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "أسفروا بالفجر؛ لأنَّه أعظم للأجر".

أخرجه البزار (٤/ ١٩٦ - ١٩٧/ ١٣٥٧)، وأبو يعلى (١/ ١٤٤/ ٢٨١ - مطالب)، والروياني (٧٤٣)، والطحاوي (١/ ١٧٩)، والعقيلي (١/ ١١٢)، والشاشي الهيثم بن كليب (٢/ ٣٤٧/ ٩٤١ و ٩٤٢)، وابن الأعرابي في معجمه (١/ ٨٣/ ١٢١)، وابن حبان في المجروحين (١/ ١٧١)، والطبراني في الكبير (١/ ٣٣٩ و ٣٥٢/ ١٠١٦ و ١٠٦٧) أو في سنده سقط]. وابن عدي في الكامل (١/ ٣٤٦)، وأبو الشَّيخ في ذكر الأقران (١٦٨)، وأبو نعيم في معرفة الصّحابة (١/ ٣٧٥/ ١١٣٤)، والبيهقيّ في الخلافيات (١/ ٥٣٣ - مختصره)، وأبو أحمد العسكري في تصحيفات المحدثين (٢/ ٦٢١)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (١٠/ ٤٣١)، وأبو موسى المديني في اللطائف (٦ و ١٧٧).

قال البزار: "فلم أبدأ بهذا الحديث في أول مسند بلال لضعف أيوب بن سيار".

وقال العقيلي بعد ما أورد لأيوب بن سيار حديثين في ترجمته: "ليس لإسنادهما جميعًا أصل، ولا يتابع عليهما، فأمَّا متن الحديث الأوَّل في الإسفار بالفجر، فيروى عن رافع بن خديج بإسناد جيد، والثَّاني: فليس بمحفوظ إسناده ولا متنه".

وقال ابن حبان: "هذا متن صحيح، وإسناده مقلوب".

وقال ابن عدي بعد ما أورد لأيوب هذا حديثين بهذا الإسناد منكرًا بهما عليه: "وهذان الحديثان لا يرويهما بهذا الإسناد عن محمَّد بن المنكدر، غير أيوب بن سيار".

<<  <  ج: ص:  >  >>