أخرجه الطّبرانيّ في الكبير (١٠/ ١٧٨/ ١٠٣٨١)، وفي حديثه لأهل البصرة بانتقاء ابن مردويه (٧٤)، والخطيب في الموضح (١/ ٤٦٠).
وهذا موضوع بهذا الإسناد، معلى بن عبد الرحمن الواسطيِّ: رمي بالوضع، وكذبه غير واحد، وتقدم له إسناد آخر لحديث رافع المتقدم.
٥ - وما رواه سليمان بن عمرو أبو داود النَّخعيُّ الكذاب، عن أبي طوالة عبد الله بن عبد الرحمن، عن أنس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من نور بالفجر، نور الله له في قلبه وقبره، وقبلت صلاته".
أخرجه الدارقطني في الأفراد (٢/ ٢٦٥/ ١٣٣٢ - أطرافه)، ومن طريقه: ابن الجوزي في الموضوعات (٢/ ٨٦).
قال الدارقطني: "تفرد به سليمان بن عمرو، عن أبي طوالة عبد الله بن عبد الرحمن".
قال ابن الجوزي: "هو أبو داود النَّخعيُّ، قال أحمد: هو كذاب، كان يضع الأحاديث، وقال يَحْيَى: هو ممن يعرف بالكذب، ووضع الحديث، وقال يزيد بن هارون: لا يحل لأحد أن يروي عنه".
قلت: أمارات الوضع تلوح على متنه، وانظر: اللسان (٤/ ١٦٣).
٦ - قال الحارث بن أبي أسامة (١/ ١٤٤/ ٢٨٠ - مطالب): حدّثنا عبد العزيز بن أبان: ثنا عمرو الجعفي، عن إبراهيم بن عبد الأعلى، عن سويد بن غفلة، عن أبي بكر الصِّديق، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسفر بالفجر.
وهذا باطل؛ عبد العزيز بن أبان الأموي، وشيخه: عمرو بن شمر الجعفي: متروكان، كذبهما غير واحد، ورميا بالوضع [انظر: التهذيب (٢/ ٥٨١)، اللسان (٦/ ٢١٠)].
٧ - قال الزيلعي في نصب الراية (١/ ٢٣٩): "حديث آخر يبطل تأويلهم [يعني: تأويل الأئمة لحديث رافع في الإسفار وسيأتي بيان ذلك]، رواه الإمام أبو محمَّد القاسم بن ثابت السرقسطي في كتاب "غريب الحديث": حدّثنا موسى بن هارون: ثنا محمَّد بن عبد الأعلى: ثنا المعتمر: سمعت بيانًا أبا سعيد، قال: سمعت أنسًا، يقول: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلِّي الصبح حين يفسح البصر. انتهى.
قال: فقال: فسح البصر، وانفسح: إذا رأى الشيء عن بعد، يعني به إسفار الصبح. انتهى".
قلت: رجاله ثقات، غير بيان بن جندب أبي سعيد الرقاشي البصري، روى عنه المعتمر بن سليمان، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: "يخطئ" [التَّاريخ الكبير (٢/ ١٣٣)، الجرح والتعديل (٢/ ٤٢٤)، الكنى لمسلم (١٣٠٤)، الثقات (٤/ ٧٩)، اللسان (٢/ ٣٧٣)]، وقال أبو داود: "لا أعلم له إلَّا حديث المواقيت"، وقال ابن معين: "هو مجهول" [الفتح لابن رجب (٣/ ٢٣٧)].