أبي عروبة ممن هو من أثبت النَّاس فيه أو حديثه عنه جيد: خالد بن الحارث، وروح بن عبادة، ومحمد بن بشر، وغيرهم. شرح العلل (٢/ ٧٤٣)، الكواكب النيرات (٢٥)]، عن قتادة، عن أنس بن مالك: أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - يزيد بن ثابت تسحرا، فلما فرغا من سحورهما، قام النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الصَّلاة فصلَّى.
قلنا لأنس: كم كان بين فراغهما من سحورهما ودخولهما في الصَّلاة؟ قال: قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية.
أخرجه البُخاريّ (٥٧٦ و ١١٣٤)، والنَّسائيُّ (٤/ ١٤٣/ ٢١٥٧)، وابن حبان (٤/ ٣٦٤/ ١٤٩٧)، وأحمد (٣/ ١٧٠ و ٢٣٥)، وعبد بن حميد (١١٩٠)، وأبو يعلى (٥/ ٤٥٠/ ٣١٦٢)، والبيهقيّ (١/ ٤٥٥).
هكذا جعله ابن أبي عروبة من مسند أنس؛ والمسؤول هو أنس لا زيد.
وخالفهم: معمر في سياقه [ومعمر بن راشد: سيئ الحفظ لحديث قتادة. شرح العلل (٢/ ٦٩٨)]، فرواه عن قتادة، عن أنس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذلك عند السحور: "يا أنس أني أريد الصيام، أطعمني شيئًا"، فأتيته بتمر، وإناء فيه ماء، وذلك بعد ما أذن بلال، فقال: "يا أنس انظر رجلًا يأكل معي"، فدعوت زيد بن ثابت، فجاء فقال: إنِّي قد شربت شربة سويق، وأنا أريد الصيام، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وأنا أريد الصيام"، فتسحر معه، ثم قام فصلَّى ركعتين، ثم خرج إلى الصَّلاة.
أخرجه عبد الرَّزاق عن معمر (٤/ ٢٢٩/ ٧٦٠٥).
ومن طريقه: النَّسائيّ (٤/ ١٤٧/ ٢١٦٧)، وأحمد (٣/ ١٩٧)، وأبو يعلى (٥/ ٣٧٥/ ٣٠٣٠)، والضياء في المختارة (٧/ ٩٨/ ٢٥١٢ و ٢٥١٣).
٦ - حديث سهل بن سعد:
يرويه أبو حازم: سمع سهل بن سعد، يقول: كنت أتسحر في أهلي، ثم يكون سرعة بي: أن أدرك صلاة الفجر مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وفي رواية: ثم تكون سرعتي أن أدرك السُّجود مع الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
أخرجه البُخاريّ (٥٧٧ و ١٩٢٠)، وابن خزيمة (٣/ ٢١٥/ ١٩٤٢)، وأبو يعلى (١٣/ ٥٢٨/ ٧٥٣٣)، والروياني (١٠٢٠)، والطبراني في الكبير (٦/ ١٦٥/ ٥٨٧١)، والبيهقيّ في السنن (١/ ٤٥٥ - ٤٥٦)، وفي المعرفة (١/ ٤٦٨/ ٦٣٣).
• وفي الباب أيضًا: عن عمر بن الخطاب، وأبي هريرة، موقوفًا عليهما، ومثله لا يدرك بالرأي، إذ مبناه على التوقيف، انظر فيما تقدم تحت الحديث (٣٩٨).
وانظر شواهد أخرى في فتح الباري لابن رجب (٣/ ٢٢٥).
• وأمَّا فقه هذا الباب:
فقد اختلفت أنظار الفقهاء في هذه المسألة: هل التغليس بصلاة الفجر أفضل؟ أم الإسفار بها؟