قال الطّبرانيّ في مسند الشاميين (١/ ٤٣/ ٣٥) و (٣/ ٢٤٩/ ٢١٨٨): حدّثنا الحسن بن العباس الرَّازي: ثنا أبو هارون محمَّد بن خالد الخراز: ثنا يَحْيَى بن أبي الخصيب: ثنا هانئ بن عبد الرحمن بن أبي عبلة، عن عمه إبراهيم بن أبي عبلة: حدثني عبد الله بن محيريز، عن المخدجي قال: تنازعت أنا وأبو محمَّد -رجل من الأنصار- في الوتر، فقال أبو محمَّد: فريضة كفريضة الصَّلاة. فقلت أنا: سنة لا ينبغي تركها. فركبت إلى عبادة بن الصَّامت وهو بطبرية، فحدثته بما قلت وما قال أبو محمَّد، فقال عبادة: كذب أبو محمَّد أشهد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال من فيه إلى أذني ولا أقول لك حدثني فلان وفلان، قال:"يا عبادة! خمس صلوات فرضهن الله -عَزَّ وَجَلَّ- على خلقه، فمن لقيه بهن، لم ينقص منهن شيئًا استخفافًا بهن، لقي الله وله عند الله عهد أن يدخله الجنَّة، ومن لقيه قد انتقص شيئًا منهن استخفافًا بحقهن، لقي الله ولا عهد له عنده، إن شاء يعدبه [عذبه]، وإن شاء أن يغفر له [غفر له] ".
كذا في الموضع الثَّاني، وفي الموضع الأوَّل سقط محمَّد بن خالد من الإسناد، وقال:"عبد الله بن هانئ" بدل: "هانئ" فجعل الابن مكان أبيه، وكلاهما خطأ، والصَّواب ما أثبته من الموضع الثَّاني، والله أعلم.
وهذا إسناد غريب، صالح في المتابعات إلى ابن محيريز: إبراهيم بن أبي عبلة: ثقة، وهانئ بن عبد الرحمن بن أبي عبلة: روى عنه جماعة من الثقات، وذكره ابن حبان في الثقات (٧/ ٥٨٣) و (٩/ ٢٤٧) وقال: "ربَّما أغرب" [وانظر اللسان (٨/ ٣١٩)]، ويحيى بن أبي الخصيب الرَّازي: ثقة، مشهور، من أوعية العلم، وثقه أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان وغيرهما، وذكره ابن حبان في ثقاته، وقال:"يغرب إذا حدث عن هانئ بن عبد الرحمن بن أبي عبلة عن عمه" [انظر: الجرح والتعديل (٩/ ١٤٧)، الثقات (٩/ ٢٦٤)، تاريخ بغداد (١٤/ ١٦٠)، تاريخ دمشق (٦٤/ ١٥٠)، السير (١٠/ ٦٢١)، اللسان (٨/ ٤٣٤)]، وأبو هارون محمَّد بن خالد بن يزيد الرَّازي الخراز: قال ابن أبي حاتم الرَّازي: "صدوق"، وروى عنه جماعة منهم أبو زرعة، وذكره ابن حبان في الثقات [انظر: الجرح والتعديل (٧/ ٢٤٥)، الثقات (٩/ ١٤٤)]، والحسن بن العباس بن أبي مهران الرَّازي الجمال: قال الخطيب: "وكان ثقة"، وروى عنه جماعة من الأئمة، مثل العقيلي وابن نافع والطبراني وغيرهم، وهو ثبت في القرآن، إليه المنتهى في الضبط والتحرير [تاريخ بغداد (٧/ ٣٩٧)، التوضيح (٢/ ٤١٠)، تاريخ الإسلام (٢١/ ١٥٢)، معرفة القراء (١/ ٢٣٥)، غاية النهاية (١/ ٢١٦)].
• قال ابن عبد البر في التمهيد (٢٣/ ٢٨٨): "لم يختلف على مالك في إسناد هذا الحديث فهو حديثٌ صحيحٌ ثابت ... ، وإنَّما قلنا: إنَّه حديث ثابت؛ لأنه روي عن عبادة من طرق ثابتة صحاح من غير طريق المخدجي بمثل رواية المخدجي، فأمَّا ابن محيريز: فهو عبد الله بن محيريز، وهو من جلة التّابعين، ... ، وأمَّا المخدجي: فإنَّه [مجهول]