للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(٤/ ٤٤٧)]، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خير الأعمال الصَّلاة في أول وقتها".

أخرجه الحاكم (١/ ١٨٩)، والدارقطني (١/ ٢٤٧)، والرافعي في التدوين (٢/ ١٥٢).

قال الحاكم: "يعقوب بن الوليد هذا: شيخ من أهل المدينة، سكن بغداد، وليس من شرط هذا الكتاب؛ إلَّا أن له شاهدًا عن عبيد الله" [رواق المغاربة (١/ ٨٧/ ب)].

قلت: لا يعتبر برواية الكذابين؛ ولا كرامة، قال الذهبي في التلخيص: "يعقوب: كذاب".

وأمَّا شاهده عن عبيد الله الذي عناه الحاكم، فهو ما رواه الحاكم (١/ ١٨٩) [رواق المغاربة (١/ ٨٧/ ب)]. والخطيب في تاريخ بغداد (١٢/ ٦٥) من طريق: إبراهيم بن محمَّد بن صدقة العامري: ثنا محمَّد بن حمير الحمصي، عن عبيد الله بن عمر العمري، عن نافع، عن ابن عمر قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ...

ولا يصح هذا عن محمَّد بن حمير؛ فإن العامري هذا: ضعيف، ضعفه الدارقطني [ضعفاء الدارقطني (٤٨)، اللسان (١/ ٣٤٣)].

• ولحديث القاسم هذا طريق أخرى:

يرويها الضَّحَّاك بن عثمان بن عبد الله الحزامي المدني [صدوق يهم]، عن القاسم بن غنام البياضي، عن امرأة من المبايعات، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل: أي الأعمال أفضل؟ قال: "الإيمان بالله - عز وجل -" قيل: ثم ماذا يا رسول الله؟ قال: "الصَّلاة لوقتها".

أخرجه البُخاريّ في التَّاريخ الكبير (٧/ ١٧١)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٦/ ١٤٦/ ٣٣٧٥)، والعقيلي في الضعفاء (٣/ ٤٧٥ - ٤٧٦)، والطبراني في الكبير (٢٥/ ٨٣/ ٢١١)، والدارقطني (١/ ٢٤٨).

قال العقيلي: "القاسم بن غنام: في حديثه اضطراب".

قلت: حاصل هذا الاختلاف في هذا الحديث: هو ثبوت الواسطة بين القاسم بن غنام وبين أم فروة؛ ثم الحديث مضطرب في تعيين هذه الواسطة.

وقد ذهب الدارقطني إلى أنَّها جدة القاسم، فقال في العلل (١٥/ ٤٣٠/ ٤١٢٣): "والقول: قول من قال: عن القاسم بن غنام، عن جدته، عن أم فروة".

• والحاصل: أن حديث أم فروة هذا: حديث ضعيف؛ رواته مجاهيل، ومداره على القاسم بن غنام، وهو غير مشهور، ولا أظنه يعرف بغير هذا الحديث [انظر: التَّاريخ الكبير (٧/ ١٧١)، الجرح والتعديل (٧/ ١١٦)، الثقات (٧/ ٣٣٦)، تاريخ الدوري (٣/ ١٨٤/ ٨٢٧)، الضعفاء الكبير (٣/ ٤٧٥)، المؤتلف والمختلف (٤/ ١٧٦٤)].

والواسطة بين القاسم وأم فروة: مبهمة؛ لا يعرف عينها ولا حالها، بل واختلف فيها اختلافًا شديدًا: فقيل: "عن بعض أمهاته"، وقيل: "عن أهل بيته"، وقيل: "عن عماته"، وقيل: "عن جدته"، وقيل: "عن جدته أم أبيه الدُّنيا"، وقيل: "عن بعض أهله"؛ وهذا اضطراب ظاهر.

<<  <  ج: ص:  >  >>