وابنه محمَّد: وثقه الدارقطني ضمن جماعة، كما تقدم، وذكره ابن حبان في الثقات، وروى عنه جماعة، وقال ابن سعد:"وكان قليل الحديث"، لكن قال ابن القطان الفاسي:"لا تعرف حاله"، ومع ذلك فقد حسن له، وقال ابن القيِّم في الزاد:"وقد استُنكر بعض حديثه"، وقال ابن حجر:"صدوق"، وقال الذهبي:"ثقة" [الثقات (٥/ ٣٥٣)، سؤالات البرقاني (٨٥)، تاريخ دمشق (٥٤/ ٤١٣)، بيان الوهم (٤/ ٢٦٧/ ١٨٠٦) و (٣/ ٣٥٤/ ١١٠٠)، تاريخ الإسلام (٨/ ٥٣١)، زاد المعاد (٢/ ٧٩)، إكمال مغلطاي (١٠/ ٢٨٩)، التهذيب (٣/ ٦٥٥)، التقريب (٥٥٥)، الكاشف (٢/ ٢٠٥)].
قلت: علة هذا الحديث عندي: إنَّما هي في سعيد بن عبد الله الجهني؛ فإنَّه: مجهول، وقد تفرد بهذا الحديث، فهو حديث غريب؛ كما قال التِّرمذيُّ، وقد ضعف ابن حجر إسناده في الدراية (٢/ ٦٣)، والله أعلم [وانظر: تخريج أحاديث الإحياء (١/ ٣٦٤)، المقاصد الحسنة (٣١٢)، كشف الخفاء (٩٤٣)].
٢ - حديث الشفاء بنت عبد الله بن عبد شمس القرشية العدوية:
يرويه عثمان بن عمر، قال: حدّثنا المسعودي، عن عبد الملك بن عمير، عن [ابن] أبي حثمة، عن الشفاء، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"أفضل العمل: الصَّلاة على أول وقتها".
أخرجه ابن عبد البر في التمهيد (٢٤/ ٧٨).
وهذه الرِّواية شاذة بهذا اللفظ؛ نعم عثمان بن عمر بن فارس: ثقة؛ إلَّا أنَّه قد خالفه في متن هذا الحديث جماعة من الثقات الحفَّاظ: يزيد بن هارون، وأبو النضر هاشم بن القاسم، وأبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ، وشبابة بن سوار، ومحمد بن عبيد بن أبي أميَّة الطنافسي، وغيرهم:
رووه عن المسعودي، عن عبد الملك بن عمير، عن رجل من آل أبي حثمة [قال الطنافسي: عن ابن أبي حثمة]، عن الشفاء بنت عبد الله -وكانت امرأة من المهاجرات- قالت: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عن أفضل الأعمال؟ فقال:"إيمان بالله، وجهاد في سبيل الله - عز وجل -، وحج مبرور".
أخرجه أحمد (٦/ ٣٧٢)، وإسحاق (٥/ ٩٩/ ٢٢٠٥)، وعبد بن حميد (١٥٩١)، والحارث بن أبي أسامة (١/ ١٦٢/ ١٨ - زوائده)، والطبراني في الكبير (٢٤/ ٣١٥/ ٧٩٤).
وهذه الرِّواية عندي هي المحفوظة.
فإن قيل: إن عثمان بن عمر: ممن سمع من المسعودي قبل اختلاطه؛ وأمَّا يزيد بن هارون، وهاشم بن القاسم: فقد نص الأئمة على أنَّهما سمعا منه بعد الاختلاط [انظر: العلل ومعرفة الرجال (١/ ٣٢٥/ ٥٧٥) و (٣/ ٥٠/ ٤١١٤)، التَّاريخ الكبير (٥/ ٣١٤)، الضعفاء الكبير (٢/ ٣٣٦)، تاريخ بغداد (١٠/ ٢١٨)، شرح علل التِّرمذيِّ (٢/ ٧٤٧)، الكواكب النيرات (٣٥)].