وهذا وهم؛ إنَّما يرويه الزُّهريّ، عن سالم، عن أبيه، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من فاتته العصر؛ فكأنما وتر أهله وماله".
رواه عن الزُّهريّ به هكذا: سفيان بن عيينة، ومعمر بن راشد، وإبراهيم بن سعد، وعمرو بن الحارث، وعقيل بن خالد، ويزيد بن الهاد، والزبيدي، وشعيب بن أبي حمزة، وإبراهيم بن أبي عبلة، وابن أبي ذئب، وعبد الرحمن بن إسحاق المدني، وابن أخي الزُّهريّ، وعبد الرحمن بن نمر اليحصبي، ومحمد بن عبد الله بن أبي عتيق، وعبد الله بن يزيد بن تميم.
انظر ما تقدم تحت الحديث رقم (٤١٤).
وذاك الحديث إنَّما يعرف من قول ابن عمر، ومرسل طلق بن حبيب العنزي، ومن قول يَحْيَى بن سعيد الأنصاري:
• أما قول ابن عمر: فيرويه يعقوب بن إبراهيم [هو الدوري، ثقة حافظ]، قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا يعلى بن عطاء، عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي، عن ابن عمر، قال: "إن الرجل ليصلي الصَّلاة، ولما فاته من وقتها خير من أهله وماله".
أخرجه ابن المنذر في الأوسط (٢/ ٣٥٧/ ١٠٠١).
وهذا موقوف بإسناد صحيح، رجاله رجال مسلم.
لكن رواه ابن نصر المروزي في تعظيم قدر الصَّلاة (١٠٤٤) قال: حدّثنا يَحْيَى بن يَحْيَى [هو النيسابوري، ثقة ثبت]، قال: أخبرنا هشيم، عن يعلى به مثله إلَّا أنه رفعه. فلا أدري ممن الوهم في رفعه!.
• وأمَّا مرسل طلق بن حبيب:
فيرويه يَحْيَى بن سعيد الأنصاري، عن محمَّد بن المنكدر، سمع يعلى بن مسلم، سمع طلق بن حبيب عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، مثله، مرسلًا، وإسناده صحيح.
رواه هكذا عن يَحْيَى: اللَّيث بن سعد، ويزيد بن هارون، وعبد الله بن نمير [ولم ينسبوا يعلى، وقال اللَّيث في روايته: "بلغنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال"]، وعبد الرحيم بن سليمان، وجعفر بن عون [ولم ينسبا لا يعلى، ولا طلقًا] [وهم ثقات].
أخرجه البُخاريّ في التَّاريخ الكبير (٨/ ٤١٧)، وابن نصر المروزي في الصَّلاة (١٠٤٠ و ١٠٤١)، وأبو يعلى (١/ ١٤٥/ ٢٨٣ - مطالب)، وابن نافع في المعجم (٣/ ٢١٨)، وابن عبد البر في الاستذكار (١/ ٦٨).
ورواه حماد بن زيد [ثقة ثبت]، عن يَحْيَى بن سعيد، عن محمَّد بن المنكدر، عن طلق بن حبيب، قال: كان يقال: ... فذكره.
أخرجه المروزي في الصَّلاة (١٠٤٢).
ورواه مالك بن أنس [رأس المتقنين، وكبير المتثبتين]،عن يَحْيَى بن سعيد، أنَّه كان يقول: إن المصلي ليصلي الصَّلاة وما فاته وقتها، ولما فاته من وقتها أعظم -أو: أفضل- من أهله وماله.