للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ملخص الكتاب في آخره (٥/ ٦٧٧): "وفي تصحيحه نظر"، ففيه نظر؛ إذ ليس بلازم أن ما يرويه المجهول دائمًا يكون ضعيفًا، ولا أن الجهالة تستلزم الجرح ورد حديث الراوي [انظر: كتاب الخبر الثابت. بحث في المجهول (٢٨) من تأليفي]، والراوي هنا: أبو المثني الأملوكي: تابعي كبير، يحتمل فيه من الجهالة ما لا يحتمل في غيره، وليس في حديثه ما يستنكر، بل هو موافق لحديث الثقات؛ فهو حديثٌ صحيحٌ.

وليس في المحفوظ من هذا الحديث ما يصلح أن يكون حجة للقائل بعدم تكفير تارك الصَّلاة، والله أعلم.

***

٤٣٤ - . . . أبو هاشم -يعني: الزعفراني-: حدثني صالح بن عبيد، عن قبيصة بن وقاص، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يكون عليكم أمراءُ من بعدي يؤخرون الصلاةَ، فهي لكم، وهي عليهم، فصلُّوا معهم ما صلَّوا القبلةَ".

• حديث حسن.

أخرجه البُخاريّ في التَّاريخ الكبير (٧/ ١٧٣)، وابن سعد في الطبقات (٧/ ٥٦)، وابن نصر المروزي في تعظيم قدر الصَّلاة (١٠٢٨)، والدولابي في الكنى (٣/ ١١٢٨/ ١٩٦٤)، وابن قانع في المعجم (٢/ ٣٤٣)، والطبراني في الكبير (١٨/ ٣٧٥/ ٩٥٩)، وفي الأوسط (٣/ ١٠٣/ ٢٦٢٣)، والأزدي في المخزون (٢٠٠)، وأبو نعيم في معرفة الصّحابة (٤/ ٢٣٣٤/ ٥٧٣٧ و ٥٧٣٨)، والحسن بن علي الشاموخي في أحاديثه عن شيوخه (٧)، وابن عبد البر في التمهيد (٨/ ٦٥)، وفي الاستذكار (١/ ٢٢)، وعلقه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٧/ ١٢٤).

قال أبو محمَّد ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل: "أدخله أبو زرعة في مسند أصحاب النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - الذين سكنوا البصرة، ولا نعرف له غير هذا الحديث الواحد، الذي رواه أبو هاشم صاحب الزعفراني، واسم أبي هاشم عمار بن عمارة".

وقال الطّبرانيّ في الأوسط: "لا يُروى هذا الحديث عن قبيصة بن وقاص الليثي: إلَّا بهذا الإسناد، تفرد به: أبو هاشم".

وقال ابن القطان الفاسي في بيان الوهم (٤/ ١٣٩/ ١٥٨٢): "وصالح بن عبيد هذا: لا تعرف حاله أصلًا، فالحديث ضعيف من أجله"، ثم طعن في صحبة قبيصة؛ لكونه لا يعرف إلَّا بهذا الحديث الواحد، ولم يذكر فيه سماعًا من النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، ولو ذكر لم يقبل منه؛ لأنَّه لم يخبر عنه بذلك تابعي ثقة، وانظر أيضًا: (٢/ ٥٥٠/ ٥٥٣).

هذا خلاصة بحث ابن القطان، وتبعه على شيء منه: الذهبي -نقله عنه ابن حجر في الإصابة-، وقال به ابن رجب في الفتح (٣/ ٢١ - ٢٢)، وفيما ذهبوا إليه نظر، فهذا

<<  <  ج: ص:  >  >>