للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فرواه عبد الله بن المبارك [ثقة ثبت، من أثبت أصحاب معمر]، وأبان بن يزيد العطار البصري [ثقة]، وخلف بن أيوب العامري أبو سعيد البلخي [ضعفه ابن معين، وله مناكير تفرد بها عن الثقات. انظر: التهذيب (١/ ٥٤٥)، الميزان (١/ ٦٥٩)]:

ثلاثتهم: عن معمر، عن الزُّهريّ، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة.

أخرجه أبو داود (٤٣٦)، والنَّسائيُّ (١/ ٢٩٦/ ٦٢٠) مختصرًا. وأبو عوانة في صحيحه (١/ ٥٦٢/ ٢٠٩٧)، والطحاوي في المشكل (١/ ٥٨٥/ ٥٨٠ - تحفة الأخيار)، وابن حزم في المحلى (٣/ ٢٦ و ٢٠٠ - ٢٠١)، والبيهقيّ (١/ ٤٠٣) و (٢/ ٢١٨)، وذكره الدارقطني في العلل (٧/ ٢٧٨).

وقد تقدم لفظ أبان، وأمَّا لفظ ابن المبارك:

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من نسي صلاةً فليُصَلِّها إذا ذكرها، فإن الله تعالى يقول: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِلِذِّكْرِى} ". قلت للزهري: هكذا قرأها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم [هكذَا مختصرًا].

وخالفهم عبد الرَّزاق بن همام الصنعاني [ثقة، من أثبت أصحاب معمر]، ويزيد بن زريع [بصري، ثقة ثبت]، وسعيد بن أبي عروبة [بصري، ثقة حافظ]:

ثلاثتهم: عن معمر، عن الزُّهريّ، عن سعيد بن المسيب، قال: لما قفل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من خيبر، أسرى ليلة حتَّى إذا كان من آخر الليل عدل عن الطَّريق، ثم عرَّس، وقال: "من يحفظ علينا الصَّلاة؟ " فقال بلال: أنا يا رسول الله، فجلس، فحفظ عليهم، فنام النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، فبينا بلاءً جالس غلبَه عينُه، فما أيقظهم إلَّا حرُّ الشَّمس، ففزعوا، فقال النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "أنمت يا بلال؟ " فقال: يا رسول الله أخذ نفسي الذي أخذ بأنفسكم، قال: فبادروا رواحلهم، وتنحَّوا عن المكان الذي أصابتهم فيه الغفلة، ثم صَلَّى بهم الصبح، فلما فرغ قال: "من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها؛ فإن الله تعالى يقول: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} " قال: قلت للزهري: أبلغك أن النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قرأها لذكري؟ قال: نعم. لفظَ عبد الرَّزاق، وكذا هو في المخطوط (١/ ١٨٦).

أخرجه عبد الرَّزاق (١/ ٥٨٧/ ٢٢٣٧) و (٢/ ٣/ ٢٢٤٥)، ومن طريقه: ابن عبد البر في التمهيد (٦/ ٤٠١)، وذكره الدارقطني في العلل (٧/ ٢٧٩).

وعلى هذا: فقد رواه معمر على الوجهين، موصولًا ومرسلًا، لكن رواية الوصل: وهم من معمر نفسه، حدث بها بالبصرة، ولم تكن معه كتبه، فقد روى يعقوب بن شيبة عن علي بن المديني: أن معمرًا حدثهم بالبصرة عن الزُّهريّ عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "من نسي صلاة"، وحدثهم به باليمن مرسلًا عن سعيد بن المسيب [تاريخ دمشق (٥٩/ ٤١٥)]، ومعلوم أن معمرًا لما حدث بالبصرة لم تكن معه كتبه؛ فأخطأ كثيرًا فيما حدثهم به هناك، وأمَّا باليمن فكانت معه كتبه، فكان يتعاهدها، وينظر فيها، فحديثه باليمن جيد [انظر: تاريخ دمشق (٥٩/ ٤١٥)، شرح علل التِّرمذيِّ (٢/ ٧٦٧)]. وقد

<<  <  ج: ص:  >  >>