للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رجح ابن عبد البر في التمهيد (٦/ ٣٨٦) رواية عبد الرَّزاق على رواية أبان فقال: "وعبد الرَّزاق أثبت في معمر من أبان العطار".

وعلى هذا: فرواية أبان ومن معه: شاذة، ورواية عبد الرَّزاق ومن معه: هي المحفوظة، وليس فيها ذكر الأذان، وقوله: "تحولوا عن هذا المكان الذي أصابتكم فيه الغفلة" ليس مرفوعًا من قول النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وإنَّما هو من حكاية الراوي لفعلهم، حيث قال: "وتنحَّوا عن المكان الذي أصابتهم فيه الغفلة"، وليس فيه ذكر أبي هريرة، إنَّما هو من مرسل سعيد، والله أعلم.

و- ورواه سفيان بن عيينة [ثقة ثبت، حافظ إمام، من أثبت أصحاب الزُّهريّ، من الطبقة الأولى]، واختلف عليه: فرواه عبد الجبار بن العلاء [لا بأس به]: ثنا سفيان: ثنا الزُّهريّ، عن سعيد -وقال مرَّة: عن سعيد، عن أبي هريرة، ولم يقل: حدّثنا-، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر، فعرَّس ذات ليلة، فقال: "ألا رجل يكلؤنا الليلة؛ لا نرقد عن الصَّلاة؟ " فقال بلال: أنا، فاستند إلى بعيره، واستقبل الفجر، وضرب الله على آذانهم، فلم يستيقظوا إلَّا بحرِّ الشَّمس في وجوههم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا بلال! ما هذا؟ " فقال: أيا رسول الله! أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك، قال: فصلَّى ركعتين في مكانه بأصحابه، ثم قال: "اقتادوا بنا من هذا المكان، وصلوا الصبح في مكان آخر" وقال: "من نسي صلاةً فليُصَلِّها إذا ذكرها، قال الله تعالى: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} ".

ثم قال عبد الجبار: ثنا سفيان مرَّة أخرى، وقال: لم أحفظه من الزُّهريّ هذه الكلمة: "من نسي صلاة فليُصَلِّها".

أخرجه أبو العباس السَّرَّاج في مسنده (١٣٥٧ و ١٣٥٨)، وفي حديثه بانتقاء زاهر الشحامي (١٥٦٥ و ١٥٦٦)، والدارقطني في الأفراد (٥/ ١٧٥/ ٥٠٥٢ - أطرافه) [٢٩١/ ب].

قال الدارقطني: "غريب من حديث ابن عيينة عنه، تفرد به عبد الجبار بن العلاء عنه متصلًا، ووهم، ورواه جماعة عن ابن عيينة لم يذكروا فيه: أبا هريرة".

خالفه جماعة من المتقنين المتثبتين، من أثبت أصحاب ابن عيينة: الحميدي، وسعيد بن منصور، وسعيد بن عبد الرحمن أبو عبيد الله المخزومي:

رووه عن ابن عيينة، عن الزُّهريّ، عن سعيد بن المسيب: مرسل.

ذكره الدارقطني في العلل (٧/ ٢٧٩).

والمحفوظ عن ابن عيينة: هو المرسل.

وقد تفرد ابن عيينة في هذا الحديث بلفظ غريب، حيث قال: "فصلَّى ركعتين في مكانه بأصحابه، ثم قال: "اقتادوا بنا من هذا المكان، وصلوا الصبح في مكان آخر".

وهذه زيادة شاذة، تفرد بها ابن عيينة دون أصحاب الزُّهريّ، فقد رواه عن الزُّهريّ بدون هذه الزيادة: مالك، ومعمر، ويونس، والأوزاعي، وابن إسحاق، وصالح بن أبي

<<  <  ج: ص:  >  >>