الموصولة المرفوعة، والذي يظهر لي أنها ليست بعلة قادحة؛ فإن راويها مصعب بن شيبة: وثقه ابن معين والعجلي وغيرهما، وليَّنه أحمد وأبو حاتم وغيرهما؛ فحديثه حسن، وله شواهد في حديث أبي هريرة وغيره، فالحكم بصحته من هذه الحيثية سائغ.
وقول سليمان التيمي: سمعت طلق بن حبيب يذكر عشرًا من الفطرة: يحتمل أن يريد: أنه سمعه يذكرها من قبل نفسه، على ظاهر ما فهمه النسائي، ويحتمل أن يريد: أنه سمعه يذكرها وسندها فحذف سليمان السند"، قلت: وكلاهما تأويل مستبعد، والله أعلم.
وأما شواهد الحديث فقد ذكرها أبو داود:
***
٥٤ - قال أبو داود: حدثنا موسى بن إسماعيل وداود بن شبيب، قالا: ثنا حماد، عن علي بن زيد، عن سلمة بن محمد بن عمار بن ياسر:
قال موسى: عن أبيه:
وقال أبو داود: عن عمار بن ياسر: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن من الفطرة: المضمضة والاستنشاق" فذكر نحوه، ولم يذكر: "إعفاء اللحية"، وزاد: "والختان"، قال: "والانتضاح"، ولم يذكر "انتقاص الماء"، يعني: الاستنجاء.
• إسناده ضعيف
أخرجه من طريق أبي داود: البيهقي في الشعب (٣/ ٢٣/ ٢٧٦١).
• تابع داود بن شبيب على إسناده:
يزيد بن هارون، وأبو الوليد الطيالسي هشام بن عبد الملك، وعفان بن مسلم، وأبو داود الطيالسي، وحجاج بن المنهال، وإبراهيم بن الحجاج السامي، وقبيصة بن عقبة [وهم: ثقات]، وخالد بن عبد الرحمن الخراساني [لا بأس به]:
رواه تسعتهم: عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن سلمة بن محمد بن عمار بن ياسر، عن عمار بن ياسر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "عشرة من الفطرة: المضمضة، والاستنشاق، وقص الشارب، والسواك، وغسل البراجم، وحلق العانة، وتقليم الأظفار، ونتف الإبط، والانتضاح بالماء، والختان"، هذا لفظ يزيد، وقال غيره: "الاستحداد" بدل "حلق العانة" والمعنى واحد، وقال بعضهم: "والاختتان".
أخرجه ابن ماجه (٢٩٤ و ٢٩٤ م)، وأحمد (٤/ ٢٦٤)، والطيالسي (٦٤١)، وأبو عبيد القاسم بن سلام في الطهور (٢٨٣)، وابن أبي شيبة في المصنف (١/ ١٧٨/ ٢٠٤٨)، وفي المسند (٤٤٧)، وأبو بكر الأثرم في السنن (٢٤)، وأبو يعلى (٣/ ١٩٧/ ١٦٢٧)، والطحاوي في شرح المعاني (٤/ ٢٢٩)، وفي المشكل (١/ ٣٨٢/ ٣٦١ - ترتيبه)، والشاشي